منتدي تجمع قري قوزالرهيد والسديره ودالجمل والكفتة والعمارة وكريمت المغاربة
مرحباً بك عضواً فاعلاً وفكراً نيراً وقلماً وثاباً في منتدي تجمع قري قوزالرهيد والسديرة والكفته والعمارة وكريمت المغاربة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي تجمع قري قوزالرهيد والسديره ودالجمل والكفتة والعمارة وكريمت المغاربة
مرحباً بك عضواً فاعلاً وفكراً نيراً وقلماً وثاباً في منتدي تجمع قري قوزالرهيد والسديرة والكفته والعمارة وكريمت المغاربة
منتدي تجمع قري قوزالرهيد والسديره ودالجمل والكفتة والعمارة وكريمت المغاربة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بين رسالة هارون الرشيد لملك الروم ورسالة القذافي لأوباما

اذهب الى الأسفل

بين رسالة هارون الرشيد لملك الروم ورسالة القذافي لأوباما   Empty بين رسالة هارون الرشيد لملك الروم ورسالة القذافي لأوباما

مُساهمة  جمال خالد يوسف السبت نوفمبر 17, 2012 1:12 pm

كان "هارون الرشيد" على خلاف ما استقر في أذهان الناس عنه تمامًا! لم يترك الحبل على الغارب لأبنائه كما فعل "القذافي"، بل كان يقيم الحدود ولو على ولده، فعل ذلك مع ابنه المأمون.

وما كان لملك قط رحلة في طلب العلم إلا الرشيد، فإنه رحل بولديه "الأمين" و"المأمون" لسماع الموطأ على مالك رحمه الله.

لم يكن ينكر السنة المتواترة كـ"القذافي"، بل هَمَّ بقتل عمه يوما لأنه اعترض على حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر بسجنه، ولم يطلقه حتى اعترف بخطئه واستغفر ربه، وتاب إليه.

كان يحب العلماء والفقهاء، ويرتاح لإشارات الزهاد والنساك، لم يكن كـ "القذافي" يقرر في كتابه الأخضر مبادئ فيها مروق من الدين، بل كان يكره الجدال في الدين، ويرى أنه يسبب تشويشا وخلطا عند البسطاء، وأمر بسجن كل من كانوا يجادلون في الدين حتى لا ينشروا البلبلة والتردد في الدين بين الناس.

كان يصلى في اليوم مائة ركعة نافلةً إلى أن فارق الدنيا إلا من مرض، كان يشهد الصبح لأول وقتها.

لم يخصص مالاً لأسرته وأهل عشيرته كما فعل "القذافي"، بل كان يتصدق من صلب ماله كل يوم بألف درهم بعد زكاته. كان أرغب الناس في الخير، وأسرعهم إلى كل بر.

لم يكن في نقش خاتمه تمجيد لنفسه، وإنما كان في نقش خاتمه كلمة "العظمة والقدرة لله" وقيل: "كن مع الله على حذر".

قرأ يوما كتاب "أبى سفيان بن سعيد بن المنذر الثوري" يقول له فيه: "اتق الله يا هارون في رعيتك، واحفظ محمدًا صلى الله عليه وسلم في أمته، وأحسن الخلافة إليهم، واعلم أن الأمر لو بقي لغيرك لم يصل إليك، وهو صائرٌ إلى غيرك، وكذا الدنيا تنتقل بأهلها واحدًا بعد واحد". فلما وصله كتاب "الثوري" قام، وقعد، ودعا بالويل والحزن، وقال: ما لي والملك يزول عنى سريعًا! ثم أخذ يقرأ الكتاب ودموعه تنحدر من عينيه، ويقرأ، ويشهق".

هكذا كان "هارون الرشيد" لم يستعمل سلطانه، ولم يفقد اطمئنانه، ولم يستمع لبطانة الشر التى أرادت أن تحرضه على "أبي سفيان الثوري".

في سنة إحدى وثمانين ومائة غزا "هارون الرشيد" أرض الروم، وفتح حصن الصفصاف، وكان من أعظم حصونهم. وفي سنة تسعين ومائة كان على الروم ملكة، فخلعوها عليهم، وملكوا عليهم ملكا اسمه "نقفور". كتب "نقفور" إلى "الرشيد" كتابًا قال فيه: "من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب. أما بعد: فإن الملكة التي كانت قبلي أقامتك مقام الرُّخِّ (القلعة)، وأقامت نفسها مكان البيدق (الجندي الصغير)، فحملت إليك من مالها ما كنت حقيقًا أن تحمل أضعافه إليها، ولكن ذلك من ضعف النساء وحمقهن. فإذا قرأت كتابي هذا ارْدُدْ إليَّ ما وصل إليك منها، وإلا السيف بيننا وبينك".

قرأ الرشيد الكتاب فاستفزه الغضب، ورد عليه قائلاً: "من هارون أمير المؤمنين إلى "نقفور" كلب الروم. أما بعد: فقد قرأت كتابك يـا "ابن الكافرة". والجواب ما ترى لا ما تسمع، وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار". وفي سنة تسعين ومائة سار الرشيد بنفسه في مائة ألف وخمسة وثلاثين ألفا حتى نزل "هرقلة" من بلاد الروم، وحاصرها ثلاثين يومًا، ثم فتحها وبثَّ عساكره في أرض الروم، وبعث إليه ملك الروم الجزية عن رعيَّته، وفادى الروم حتى لم يبقَ بممالكهم في الأَسْر مسلمًا".

هكذا كان هارون الرشيد رحمه الله. أما "القذافي" الذي تعرضت بلاده في الأسبوعين الماضيين لأكبر هجوم وحشي جوي وبحري في تاريخها الحديث. وأطلقت عليها آلاف القنابل والصواريخ من الغواصات الأمريكية والأوربية والسفن الحربية، والطائرات المقاتلة التي دمرت المواقع العسكرية الليبية، والطائرات، والطرق، والموانئ، ومستودعات النفط، ومرابض المدفعية، والدبابات، والناقلات المدرعة، وتجمعات الجنود - فقد استجاب لكل ذلك برسالة أرسلها إلى الرئيس الأمريكى "أوباما" في السادس من أبريل عام 2011 هذا نصها (بعد تصحيحها):
"ابننا صاحب السعادة الرئيس أوباما... الولايات المتحدة الأمريكية،،
لقد أصابنا الألم معنويًّا أكثر منه بدنيًّا بسبب ما حدث منكم ضدَّنا سواء بالكلمات والأفعال. ورغم كل ذلك فإنى سأظل اعتبرك "ابنًا" لنا. وأيًّا ما حدث منكم؛ فإننا لا نزال ندعو لكم بفترة رئاسة ثانية، ونأمل أن تفوزوا بها في حملة الانتخابات القادمة. إنني أرى فيكم هذا الرجل الذي يملك الشجاعة الكافية لإيقاف الاعتداءات على بلادنا. إنني متأكد أنك رئيس أقوى القوى في العالم في أيامنا هذه. إن حلف الناتو يشن حربًا غير عادلة على شعبٍ صغيرٍ نَامٍ. لقد تعرض هذا الشعب بالفعل إلى عقوبات وحظر، وعلاوة على ذلك فإنه عانى من اعتداء عسكري مسلح في عهد ريجان. هذا البلد هو ليبيا. ولهذا فإني أرى أنه من أجل خدمة السلام العالمي، والصداقة بين شعبينا، ومن أجل التعاون الاقتصادي والأمني ضد الإرهاب، ومن أجل الخير، عليكم بإيقاف اعتداء قوات الناتو على بلادنا، وأنتم في وضع يسمح لكم بذلك.

وكما تعلمون فإن البناء الجيد للديمقراطية والمجتمع المدني لن يتحقق عن طريق الصواريخ والطائرات، أو بدعم عضو مسلح من القاعدة في بنغازي.

لقد قلت أنت نفسك في مناسبات عديدة إحداها في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكنت أنا شاهد على ذلك شخصيًّا: "إن أمريكا ليست مسؤولةً عن أمن الشعوب الأخرى. أمريكا تساعد فقط"، وهذا منطقٌ صحيح.

ابننا العزيز فخامة الرئيس "باراك حسين أوباما" إن تدخلك باسم الولايات المتحدة ضروري، ومن هنا فإن على قوات حلف الناتو أن تنسحب نهائيًّا من الشأن الليبي، ويجب عليها أن تترك ليبيا للليبيين داخل إطار الاتحاد الإفريقي.

إن المشكلة الآن تتحدد على النحو التالي:
أولاً: هناك تدخل عسكري وسياسي من دول حلف الناتو.
ثانيًا: هناك عصابات من القاعدة قامت بأعمال إرهابية، ورفضت بالقوة أن تسمح للناس بالعودة إلى حياتهم الطبيعية والاجتماعية كالمعتاد.

معمر القذافي قائد الثورة... الخامس من أبريل 2011".

الرسالة كانت مليئة بالأخطاء في القواعد والإملاء، وكانت مثار تهكم وسخرية ممن قرأها من الغربيين.

علَّق "جاي كامري" أحد كبار رجال البيت الأبيض على رسالة القذافي قائلاً: "ليست رسالة القذافي إلى الرئيس أوباما هي الرسالة الأولى، فقد سبقتها رسالة أخرى أرسلت في التاسع عشر من مارس الماضي قبل بدأ الضربات الجوية الأولى. قال القذافي في هذه الرسالة: إنه حتى لو دخلت الولايات المتحدة وليبيا في حرب - لا سمح الله - فستظل ابني".

فارق شاسع بين الرسالتين:
رسالة تنبض بعزة الإسلام والمسلمين، ورسالة تعكس هوان المسلمين وذلَّتهم.

رسالة من خليفة كان يحجُّ عامًا، ويغزو عامًا، ورسالة من زعيم كان يبحث عن مجد شخصي، فلم يَنَل بعده إلا هوانًا وذلاًّ.

رسالة من خليفة استعلى بإيمانه، ناعتًا قائد النصارى بـ "ابن الكافرة"، ورسالة من زعيم يستجدي عدوَّه ويطلب منه أن يرفع عنه ضَيْمَ عدوٍّ مثله.

إنها ضريبة البحث عن المجد الشخصي، والرُّكون إلى الدنيا، والتخلِّي عن الجهاد.

المصادر:
1- أحمد إبراهيم خضر، "الجواب ما ترى لا ما تسمع - دفاع عن هارون الرشيد"، سلسلة من التراث صدرت عن طائر العلم للنشر والتوزيع، جده، السعودية 1994.


جمال خالد يوسف
جمال خالد يوسف
عضو ذهبي

عدد المساهمات : 257
تاريخ التسجيل : 17/06/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى