ألا هاتي الطعام فأطعمينا

شاعر العريجاء الأحد ديسمبر 02, 2012 10:27 am

بسم الله الرحمن الرحيم

ألا هاتي الطعام

(حلمنتيشية ترتكز على خلفية معلقة عمرو بن كلثوم التغلبي)

للشاعر/ إسماعيل البشير المحينة

ألا هـاتِي الطَّعـامَ فأطْعِميـنـا ***** ولا تسْعَـيْ شِمـالاً أو يَمينــا
فإنا قـد شَرِفْنـا واستُطِــرْنـا ***** وجُعنا فوقَ جـوعِ الجـائعينـا
لوجبـاتٍ تَرَى فيهـا نَضِيجــاً ***** حَمامَ البَرْجِ.. واللَّحْـمَ السَّمِينـا
وأوراكَ الدَّجـاجِ، مُجــاوِراتٍ ***** كَبـابَ السِّيـخِ..تُغْرِي الآكِلينـا
وأفْخـاذاً وأرْيـاشــــاً ووَزَّاً***** وأسْمـاكاً جُنِنْـتُ بِهـا جُنُونـا

وكَمّـونِـيَّـةً قـد سَبَّكوهـــا ***** فجـاءَ الوِشُّ مُحْمَــرَّاً دَهِينـا
ومَا أشْهَـى المَـرَارةَ إذ أُمِـرَّتْ *****عليهـا شَطَّـةٌ مُزِجَـتْ لَمُونـا
وما ضَبَـطَ أمَّ فِتْفِـتَ غيرُ ألْتـي**** يُعيـنُ على تَذَكُّـرِهـا سِـنينـا
وأوْصَـالَ القـلـوبِ مع الكلاوِي**** تَحِـنُّ لهـا مَصـارينـي حَنينـا
ولحْـمَ الرَّأسِ ما أشهـاهُ نِيفــا **** أخُـصُّ لِسـانَهُ.. وكَذا الأُذُونـا
وشــورباتِ الكوارعِ ويْحَ نفسي***** إذا ما الظِّلْفُ طابَ، وذابَ لينـا
وشَـذْراتِ الطَّماطِــمِ في خِيـارٍ ***** وأنصافِ البُصُـول مُبَنْبَنِيـنـا
وشورباتُ الخُضـارِ ألذُّ طَعْمَــاً ***** (إذا ما الماءُ خالَطَهـا سَخِينـا)

(قِفِي قبْلَ التَّفَـرُّقِ يا ظَعـينـا) *****(نُخَبِّـرْكِ اليقيـنَ وتُخْبِـرينـا)
بِأنَّـا نُـورِدُ الأيْـدِي خِفَافــاً ***** ونُصْدِرُهـا ثِقَـالاً قَـدْ مُلِينـا
وأنَّا البالِعـونَ حُبُوبَ هَضْــمٍ *****وأنَّـا التَّـارِكـونَ الإسْبِرينــا
وأنَّا الهَاضِمُــونَ كولِيسْترولاً *****وأنَّـا الشَّافِطـونً الفَايْتَمينـــا
نَطيرُ إلى الوَليمَــةِ ما دُعِينـا ***** وإنْ تَكُنِ الوَليمَــةُ في أثِيـنـا
ونَشْرَبُ إن أَرَدْنـا البيبْسِي كولا ***** ويَشْـرَبُ غَيرُنا المَوْصَ العَجِينا

كأنَّـا والأيَـادِي مُشْـرَعــاتٌ***** خَرِسْنا، أو صُمِمْنـا، أو عَمِينـا
نُعَـرِّي العَظْـمَ مِن لَحْـمٍ عَليْـهِ ***** ورَأسُ العَظْـمِ نَطْحَنُـهُ طَحِينا
ونَـذْرُوهُ هَـبَـاءً في هَـــواءٍ ***** كطـائِـرَةٍ تَرَشُّ الأنْـدَرِينـا
نُفتِّشُ بعْدَهـا تَجْـوِيـفَ عَظْـمٍ ***** فنلْقَى المُخَّ مُحْتَبَسـاً سَجِينـا
فنَشْفُـطُـهُ ونلْـعَـقُـهُ مِـرَاراً ***** كمَـا لَعَـقَ الصَّبِيُّ السُّكَّرِينـا
إذا مَـاجَ السِّمـاطُ بكُلِّ صَنْـفٍ ***** شَنَنَّـا فوقَـهُ حَـرْبـاً زَبُونـا
وإنْ وُضِـعَ الطَّعَـامُ على خِوَانٍ ***** نسَفْنَـاهُ وخَلَّفْنـا الصُّحُـونـا
وكُنَّـا الأيْمَنِيـنَ إذا جَلَـسْـنـا *****وكانَ الأيْسَـرِينَ بَنُـو أبِيـنـا
(فصَالُـوا صَوْلـةً فيمَا يلِيهـم) *****(وصُلْنـا صَوْلَـةً فيمَـا يَلِينـا)
فآبُـوا بالدَّجـاجِ مُحَـمَّــراتٍ ***** وأُبْنـا بالأضَالِــعِ قدْ شُوِينـا

وفتَّـاتُ المَحـافِـلِ إذ أُهيلـتْ *****على السَّرْويسِ تحسَبُـهُ سَفينـا
وكَـوْمُ الرَّزِّ مُنتصِـبـاً عليهـا *****كطَـوْدِ يَلَمْلَـمٍ أو طُـورِ سينا
حَفَـرْنـا تحتَهـا نفَقـاً عَمِيقـاً ***** لنُخْـرِجَ ذلك اللَّحْـمَ الدَّفينـا
بحسبِـكَ شطَّـةٌ حَمْـراءُ لَـوْنٍ ***** كجَمْـرٍ قدْ تَوَقَّـدَ في كَمِينـا
إذا مـا لامسَـتْ شفَتَـيْ أكُـولٍ***** تُوَحْـوِحُـهُ وتُعْرِقُـهُ جَبِينـا
وتَكْسِـرُ شَوْكـةَ الجعَليِّ مِنهـم *****(إذا مـا ذاقَهـا حتى يَلِيـنـا)
أكلْنـاهـا وليـسَ لنـا وَحِيـحٌ *****كأنَّـا قـد نشَقْنـا الأُكسِجِينـا
وأنَّـا لا نَـمَـلُّ الأكْـلَ حتَّـى *****نَئِـنَّ لِفَـرْطِ شَبْعتِنـا أنِيـنـا
ويَجْرِي المَـاءُ سَرْساقـاً خَفيفـاً *****وللأنْفـاسِ ربُّ العَـالمِيـنـا
ويَـأتِي الأنْـدَروسُ ولا مَجـالٌ ***** سِوَى أن نمْسَحَ البَطْـنَ البَدِينا

وإنِّي إنْ عَكَفْـتُ على طَعــامٍ ***** نَسِيتُ أبِي وأمِّـي والبَنِيـنـا
ومـا أدْرِي زمَـانـاً أو مكانـاً ***** ولا أدْري شَمـالاً أو يَميـنـا
ورُبَّ وَليمـةٍ قـدْ كُنْـتُ فيهـا ***** كليْثِ الغابِ إذ يَحْمِـي العَرينـا
وفَخْـذِ دَجاجـةٍ مُكِّنْـتُ مِنـه ****** وعظْـمٍ قـد نَصَبْتُ لهُ كَمِينـا
وقاصِـدِ لُقْمَـةٍ سبَقَتْـهُ كَفِّـي *****إليْهـا فانْبَـرَى قَلِقـاً حَـزِينـا
يُرَدِّدُ نحْوِيَ النَّظَـراتِ شَـذْراً ***** ويُظْهِــرُ ذلك الحِقْـدَ الدَّفِينـا
ومَأْدُبَـةٍ دُعيـتُ لهـا مَسـاءً ***** فجِئـتُ لهـا مـع المُتَأخِّرينـا
فلمَّـا أنْ وَصَلْتُ لِسُـوءِ حَظِّي *****وجَدْتُ القوْمَ قدْ مَسَحُوا الصُّحُونا
(فمَا وَجَدَتْ كوَجْـدِي أُمُّ سَقْبٍ) *****(أضَلَّتْـهُ فرَجَّعَـتِ الحَـنِيـنـا)
(ولا شَمْطَـاءُ لمْ يتْرُكْ شَقاهـا)*****(لهـا مِـنْ تِسْعَـةٍ إلا جَنِينـا)

إذا جَـاءُوا بتَحْـلِـيَـةٍ أكَلْنـا ***** على رُمَّـانِهـا تَمْـرَ المَدِينـا
وبَطٍّيخـاً وشَمَّـامـاً ومَـوْزاً *****وتُفَّـاحَــاً ودُرَّاقـاً وتِـيـنـا
وأعْنابَـاً وأحْـمَـرَ يُوسِفِـيَّـاً ***** رَحيقُ رُضابِهِ خَضَبَ الذُّقُونـا
وأرْدَفْـنـا عليْـهـا بُرْتُقـالاً ***** نَرَى فِيـهِ اللَّـذاذَةَ مـا حَيِينـا
وقالِـبَ كَسْتَرٍ حُلْـواً شَهِـيَّـاً ***** فمَـا بَلَغَتْ مَدَى الإشْبَاعِ فِينـا
وإنْ أتَتْ الكَبابِي في الصَّـوانِي *****تَرِنُّ علـى مَسامِعِـنـا رَنِينـا
تَرَى أعْناقَنـا وقَـدْ اشْرَأبَّـتْ ***** وودَّعْنا الوقـارَ مـع السَّكِينـا
وإنْ وُضِعَـتْ ودارَ الصَّـبُّ فيها **** ضَرَبْنـا حولَهـا حِصْناً حَصِينا
شَرِبْنا مِن كَبابِي الشَّـايِ تِسْعَـاً ***** بِنَكْهَـةِ هَبَّهـانَ وما رَوِينـا
ألا لا يَضْحَكَـنْ أحَـدٌ عليْـنـا ***** فنَأكَـلَ فـوقَ أكْـلِ الآكِلِينـا
فنَحْـنُ بَنُو الأُشَيْعِبِ دُونَ شَـكٍّ ***** مَتَى نأتِي المَوائِدَ تَعْرِفُـونـا