منتدي تجمع قري قوزالرهيد والسديره ودالجمل والكفتة والعمارة وكريمت المغاربة
مرحباً بك عضواً فاعلاً وفكراً نيراً وقلماً وثاباً في منتدي تجمع قري قوزالرهيد والسديرة والكفته والعمارة وكريمت المغاربة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي تجمع قري قوزالرهيد والسديره ودالجمل والكفتة والعمارة وكريمت المغاربة
مرحباً بك عضواً فاعلاً وفكراً نيراً وقلماً وثاباً في منتدي تجمع قري قوزالرهيد والسديرة والكفته والعمارة وكريمت المغاربة
منتدي تجمع قري قوزالرهيد والسديره ودالجمل والكفتة والعمارة وكريمت المغاربة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ماهى مكانة النصيحة فى الشريعة الإسلآمية؟ وما هى أهميتها بالنسبة للمجتمع المسلم؟

اذهب الى الأسفل

ماهى مكانة النصيحة فى الشريعة الإسلآمية؟ وما هى أهميتها بالنسبة للمجتمع المسلم؟   Empty ماهى مكانة النصيحة فى الشريعة الإسلآمية؟ وما هى أهميتها بالنسبة للمجتمع المسلم؟

مُساهمة  جمال خالد يوسف الأربعاء يونيو 27, 2012 4:02 pm

النصيحة هى أن تدلى برأيك لمن يهمك أمره وتحب له الخير وتتمنى له السعادة والكمال فيما يخصه من بعض الشئون أو الخصال ، أو فيما يعتزم الإقدام عليه من بعض الأعمال ؛ لتبصره بالصالح ؛ وتدله على طريق الخير ، وتأخذ بيده إلى الأمثل والأكمل ؛ وقد يكون ذلك بنائا على طلبه هو النصيحة منك ، وذلك فيما بين الأصدقاء.

وتسمى هذه إستشارة من الطالب ، ومشورة من المطلوب منه ،

وقد حث الشرع الشريف عليها المسلمين، تماما لسعادتهم ، وتوفيرا لراحتهم ، وحرصا على فائدتهم ؛ وتمكينا للحب والإخاء فى قلوبهم ؛ فيأمر عز وجل نبيه فى جملة ما يأمره به بمراعاة هذه المشورة مع أصحابه فيقول تعالى : "...فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ..."

وإذا علمت أن هذا النبى الكريم قد علمه الله تعالى (وعلمك مالم تكن تعلم) فهو ليس بحاجة إلى نصح ومشورة ، وأيده بالوحى من عنده ( ولقد أوحينا إليك وإلى الذين من قبلك) ووصفه تعالى بقوله: " إنك لعلى خلق عظيم" ووصف تصرفه بقوله: "وما ينطق عن الهوى إن هو إلآ وحى يوحى علمه شديد القوى" ؛ إذا علمت كل ذلك وغيره مما يسجله القرآن الكريم عرفت أن أمر الله تعالى له صلى الله عليه وسلم فى قوله وشاورهم فى الأمر ما هو إلآ أمر للمسلمين وتعليم لمن تبعه فى هذا الدين ، إنما خوطب المسلمون فى شخص نبيهم المعصوم توكيدا لأهمية هذه الصفة ولما لها من فوائد تعود عليهم.

ثم إن الله تعالى يذكر المشورة فى جملة ما يصف به عباده المؤمنين فيقول:" وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ" وخصص من القرآن الكريم سورة سميت بالشورى إظهارا لفضلها؛ وترى النبى صلى الله عليه وسلم ينصح بها أصحابه ومن تبعه إلى يوم الدين فيقول صلى الله عليه وسلم " لآ خاب من إستخار ولآ ندم من إستشار".

هذا هو القسم الأول من النصيحة التى تطلب من الغير والتى يطلق عليها إسم المشورة ؛ أو التشاور ؛ أو الشورى.

ومن النصيحة ما يكون تطوعا من الناصح للغير دون أن يطلب منه ذلك ، ويكون هذا الشأن بين المتحابين من الأهل والأقارب ، والمتحابين المتآخين فى الله - تطوعا يدفعه إليه صدق حبه ، وشدة حدبه ، وحرص على فائدته ، وصادق رغبة فى منفعته وخالص ود له فى قلبه ، يريد سعادته ويبتغى راحته ، ويتمنى له الكمال والوقار حتى لآ يشينه نقص أو يدنسه دنس ، ولآ يسلمه لمشقة أو يتركه لعنت الحياة ومشكلآتها.

وهذا الصنف من النصيحة أيضا لم يهمل شأنه الشرع الشريف ولم يترك الحث عليه ، فإذا قرأ الإنسان قول الله تعالى: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ..." علم أنه من أهم وسائل الإصلآح بين المؤمنين هو إسداء النصح إليهم فيما ينفعهم أو يضرهم ، وكذلك إذا قرأقوله تعالى :"... وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ..." علم أنه من أعلى أنواع التعاون بين المؤمنين هو التناصح بينهم ، والتشاور فى كل أمورهم ، صغيرها وكبيرها ؛ والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: " الدين النصيحة ، قيل لمن يارسول الله، قال: لله ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم"

ومعنى الدين النصيحة: أن النصيحة من أسس إقامة الدين ، ومعنى لله أن تكون النصيحة خالصة لوجهه تعالى لآ لغرض آخر ، وفيه معنى الحض على الأمانة والإخلآص فيها ، والحرص على المصلحة للمنصوح، وجاء فى الأثر ، الناس بخير ما تناصحوا.

ويستفاد مما سبق أيضا أن هذا واجب بالنسبة لكل فرد فى المجتمع الإسلآمى ، لمتعلم أم جاهل ، صغير أم كبير ، عظيم أم حقير ، رئيس أو مرءوس ، ذكر أم أنثى، كل منهم واجب فى حقه أن ينصح وبنتصح ، فهى صفة من صفات الإيمان والإسلآم ، تشرف كل من شملنه سواء كان ناصحا أم منتصحا.

ولآ يعيب أى إنسان أبدا أن يستشير غيره أو ينصح من غيره ويعمل بها ، ولآ ينقص من كرامته أن يسمع لناصح وينتفع بنصيحته له ، ما دام يقتنع بفائدتها وصوابها ، فلآ تنفر من النصيحة إلآ نفس خبيثة ، ولآ يأباها إلآ طبع لئيم ، لأنها عنوان الأخوة الصادقة والصفاة الحميدة ، ولذلك جاء فى الأثر :" مثل الأخوين كمثل اليدين تغسل إحداها الأخرى (أى يساعد كل منهما الآخر على حسن السلوك وخير العمل بالتناصح)

وكان الصالحون من الصحابة وتابعيهم يتمنون العثور على من يخلص لهم النصيحة ويسديها لهم ، ويحثون إخوانهم على الإستذادة من إسدائها لهم ، فيقول سيدنا عمر رضى الله عنه "رحم الله إمرء أهدى إلى عيوب نفسى" (أى نصحنى وبصرنى بعيوبى).
والرسول صلى الله عليه وسلم يصف المنصوح بأنه إنما يحصل على الخير كله بما يوجه إليه من النصيحة فيقول: " من أراد الله به خيرا رزقه خلا صادقا ، إن نسى ذكره وإن ذكر أعانه"

وكان أهم ما يطلبه كل خليفة من رعيته فى أول عهدهم بخلآفته حثهم على التعاون معه بنصيحته ؛ فيقول عمر رضى الله عنه: " أيها الناس إنى قد وليت عليكم ولست بخيركم ، فإن رأيتمونى على حق فأعينونى ، وإن رأيتمونى على باطل فقومونى" ، فيقف أعرابى ويقول : "والله لو رأينا فيك إعوجاجا لقومناه بحد سيوفنا" ، فيسر عمر رضى الله عنه ويقول: "الحمد لله الذى جعل فى رعية عمر من يقومه بحد سيفه" : أى أنه قبل ورضى عن أن يكون التنقويم بالنصح وما هو أكثر من النصح ، ولم يرى فى ذلك إنتقاصا لكرامته ، أو خدشا لشرفه ، أو نيلآ من منزلته كخليفة للمسلمين.

وكذلك كانت كل الصلة بين المسلمين مبنية على التناصح والمشاورة والتشاور فيما بينهم حتى النبى صلى الله عليه وسلم وهو المؤيد بالوحى ، كان يستشير أصحابه فى كثير من الأمور فلآ غرو أن يقتدى به أصحابه رضى الله عنهم وهم يقرءون قول الله تعالى: " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا"

فى غزوة بدر الكبرى ، نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مكان وأمر أصحابه بالنزول فيه وحط الرحيل ، فقام رجل من أصحابه وكانت له درية ودراية بفنون القتال وقال:" يارسول الله أمنزل أنزلكه الله فلآ نتكلم فيه أم هو الرأى والمشورة والحرب؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بل هو الرأى والمشورة والحرب" فقال الصحابى رضى الله عنه : "أرى أن هذا المكان ليس بمنزل وإنما يكون المنزل بجوار بدر حتى نرد مائها ، ونمنعه عن عدونا فنتحكم فيه ولآ يتحكم فيه علينأ" (أى أنه مكان بتعبير الحرب الحديث’ مكان إستراتيجى) فأستحسن الرسول المشورة وأمربالإنتقال إليه ، وبدر هى العين الوحيدة فى أرض المعركة ولآ مصدر للماء غيرها ، وكان الخير كله فى ذلك الإنتقال.

وفى غزوة أحد ، حين أقبل الكفار لغزو المدينة جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه يشاورهم فى أحد أمرين: إنتظارهم حتى يقبلوا الى المدينة فيقاتلوهم بها متحصنين بشوارعها وبيوتها ، أم يخرجون إليهم حيث يعسكرون بجوار أحد ، ورأى الشيوخ الرأى الأول حيث أن العدو لآ معرفة له بمثل هذا القتال ولآ دراية له بدروب المدينة ومسالكها مما يساعد على هزيمته ، كما أن البيوت حصونا للمسلمين. ورأى الشباب الثائر، وهم أكثرية الجمع ، أن الخروج إليهم وقتالهم فى معسكرهم أصلح ؛ ومباغتتهم فى مكانهم بقوة تثير الرعب فيهم تعجل بهزيمتهم. ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى الأكثرية وهو الرأى الثانى ، رأى الشباب ، مع إنه كان يميل للرأى الأول. ولكنها المشورة والرأى ، وما دامت الأغلبية قد إرتأت أمرا فلآ رأى بعد ذلك ، بل الإجماع والوحدة ، وصدق الله العظيم " وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ"

ودخل النبى ليلبس عدة القتال ، وفطن الشباب أنهم رأوا مالم يكن يميل إليه الرسول ، فلما خرج عليهم وهو فى أتم الإستعداد أشاروا معتذرين أن يرجعوا إلى الرأى الأول ،رأى الشيوخ الذى كان يرغبه الرسول ، فأبى صل الله عليه وسلم وقال: "ماكان لنبى أن يخلع لآمته بعد أن يلبسها" (واللامة عدة الحرب) وتوجه المسلمون إلى أحد وكان القتال ، فأنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يستشير أصحابه وينزل على رأى الأغلبية حتى ولو كان على غير ما يهوى دون أن يرى فى ذلك إنتقاص من شأنه كرسول ، وكيف يكون هذا وهو المعلم الأول للبشرية ، والهادى لأحسن الأخلآق ، وأجمل الصفات ، والداعى إلى خير الدنيا والآخرة والقدوة الحسنة إلى يوم الدين.

فهل يليق أيها القارئ العزيز بمسلم بعد ذلك أن يغضب على أحد ما لنصيحة يسديها إياه أو يرى غضاضة فى الإستماع لناصح مهما بلغ من العلم ، ولن يبلغ من العلم منتهاه ، والله تعالى يقول :"وفوق ذى علم عليم" ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "كل يوم يمضى لم أزدد فيه علما فهو ليس من عمرى" وفى رواية أخرى "فلآ بارك الله لى فى فجر هذا اليوم".
جمال خالد يوسف
جمال خالد يوسف
عضو ذهبي

عدد المساهمات : 257
تاريخ التسجيل : 17/06/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى