منتدي تجمع قري قوزالرهيد والسديره ودالجمل والكفتة والعمارة وكريمت المغاربة
مرحباً بك عضواً فاعلاً وفكراً نيراً وقلماً وثاباً في منتدي تجمع قري قوزالرهيد والسديرة والكفته والعمارة وكريمت المغاربة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي تجمع قري قوزالرهيد والسديره ودالجمل والكفتة والعمارة وكريمت المغاربة
مرحباً بك عضواً فاعلاً وفكراً نيراً وقلماً وثاباً في منتدي تجمع قري قوزالرهيد والسديرة والكفته والعمارة وكريمت المغاربة
منتدي تجمع قري قوزالرهيد والسديره ودالجمل والكفتة والعمارة وكريمت المغاربة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المذاهب الفقهية في إفريقية (المذهب المالكي)

اذهب الى الأسفل

المذاهب الفقهية في إفريقية (المذهب المالكي) Empty المذاهب الفقهية في إفريقية (المذهب المالكي)

مُساهمة  جمال خالد يوسف الأربعاء أكتوبر 10, 2012 9:38 am

نتناول هنا أهم المذاهب التي انتشرت في إفريقية، وقد اعتنقها القضاة، وكان لها دورًا في الصراعات القائمة بين القضاة بعضهم البعض، وبين القضاة والفقهاء.

ومن أهم هذه المذاهب المذهب المالكي، والحنفي، ويعدان من المذاهب الأساسية لعامة الأغالبة في هذه الفترة بصفة عامة، والقضاة بصفة خاصة، وسوف نعرض مبادئ هذين المذهبين، والعوامل التي ساعدت على انتشارهما في إفريقية، مع عرض لأهم الشخصيات التي درست هذه المذاهب، وكان لها دورٌ في ذيوع المذهب وانتشاره، مع توضيح بعض المذاهب التي تمثلها أقليات أخرى مثل المذهب الشافعي وغيره.

أما مذهب المعتزلة الذي اعتنقت إحدى مبادئه القضاة الحنفية فسوف نقوم بتوضيح مبسط لهذا المذهب بالإضافة إلى إشارات بسيطة لبعض المذاهب الأخرى التي كان لها دورٌ ضئيلٌ في الصراع القائم بين القضاة والفقهاء، ثم نشير بعد ذلك إلى بعض نماذج من الصراعات القائمة بين القضاة بعضهم البعض، ويبن القضاة وبعض الفقهاء.

المالكية:
ينسب المذهب المالكي إلى الإمام مالك بن أنس[1] الذي ولد في المدينة سنة 93هـ/712م[2]، ومن أهم مؤلفات الإمام مالك الموطأ؛ ونقله إلى المغرب عَلِيُّ بن زياد التونسي[3]. المدونة؛ وتشتمل على مجموعة من المسائل، تبلغ نحو ستة وثلاثين ألف مسألة، ونقله أسد بن الفرات إلى المغرب[4]. ولا يعني هذا أن انتشار المذهب المالكي يرجع إلى هذه المؤلفات أو إلى هذه الشخصيات التي حملت هذه المؤلفات بل يرجع انتشاره إلى عدة عوامل[5].

وقد تمثلت هذه العوامل في مجيء الجند إلى إفريقية مع أوائل الفتح، وما تلاهم من العشرة التابعين[6] الذين أرسلهم إلى إفريقية الخليفة عمر بن العزيز في مستهل القرن الثاني الهجري، وكانوا في الغالب من أهل الحجاز الذين اعتمدوا على النص[7]، وكما تمثلت في الأثر السيئ الذي تركه ظهور بعض الفرق من المعتزلة والخوارج وغيرهما، مما جعل أهل إفريقية يتمسكون أشد التمسك بالنصوص الشرعية من القرآن الكريم والحديث الشريف، ويبتعدون عن التحريف والتأويل الذي تمثله مذاهب الفرق الأخرى، مما أدى ذلك إلى تمسكهم بمذهب الإمام مالك[8].

كما لعبت الرحلات العلمية إلى بلاد الحجاز دورًا بارزًا في نشر المذهب المالكي، باعتبارها أرض الرسالة ومهبط الوحي، فضلاً عن ارتباط الحجاز بإفريقية عن طريق الحج، والبعد الجغرافي بين المغرب والعراق مما ساعد على انفراد المدينة بمعظم فقهاء المغرب[9]. وكذلك عدم وصول مؤلفات فقهية خاصة بالإمام أبي حنيفة إلى المغرب، وهذا على عكس ما حدث مع مؤلفات الإمام ابن مالك صاحب كتابي الموطأ والمدونة، اللذان يعدان مصدرين هامين في الفقه[10]. وساعد على ذلك التوافق والتشابه بين طبيعة مذهب الإمام مالك وطبيعة البربر. فالإمام مالك كان يلتزم بالوقوف عند النصوص، ولا يميل إلى الجدل والاستدلال والقياس[11]، وهذا الالتزام وجد صدى في نفوس المغاربة، مما أدى إلى انتشار المذهب بينهم[12]. ونرجع ذلك إلى الصلة المباشرة بين علماء المالكية في القيروان والإمام مالك في المدينة، وعليها صلتهم بأعلام المالكية في المشرق، فوثقت هذه العلاقة المباشرة العلاقة الفكرية بين أتباع المذهب الواحد على اختلاف الأماكن بينهم، ووطد هذا الاتصال أيضًا تلك الاستفسارات التي يبعث بها قضاة المالكية في المغرب إلى الإمام مالك طالبين رآيه عليها، وحكمه فيها، وهذا ما اعتاد أن يفعله القاضي عبد الله بن غانم وغيره من القضاة.

ومن العوامل أيضًا الأخلاق الطيبة التي يتمتع بها الفقهاء والأعلام الذين نشروا المذهب المالكي[13]، فكانوا يمثلون أسوة حسنة للمغاربة؛ بالإضافة إلى أن اقتصار بعض الوظائف الدينية عليهم، جعلتهم يجتهدون في تأليف المصنفات حول هذا المذهب. وقد ساعد أيضًا على انتشار المذهب المالكي تأييد أمراء الأغالبة ورجال الحكم له وذلك عن طريق تعيين أبرز فقهائه في المناصب الدينية والإدارية المختلفة.

يتضح مما سبق أن مذهب الإمام مالك لم يكن وليد عصر الأغالبة، وإنما دخل البلاد قبل قيام دولة الأغالبة على يد مجموعة من العلماء من أبرزهم علي بن زياد التونسي الذي كان أول من أدخل الموطأ إلى بلاد المغرب، وكتب مسائل في الفقه والفتاوى التي تكلم بها مالك بن أنس، كما أنه أقبل على تصنيف المسائل وتبويبها وإخراجها على موضوعات الأحكام الفقهية[14]، ويلي زياد التونسي أسد بن الفرات العالم المشهور في تاريخ إفريقية الذي مزج بين المذهبين المالكي والحنفي في شكل جديد يطلق عليها الأسدية، فحاول أن يوفق فيها بين أصول المذهبين، فازداد الناس معرفة بفقه مالك، وشجعهم ذلك على طلب المزيد من هذا العلم الذي يتمسك بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويلي أسد الإمام سحنون زعيم المالكين في المغرب وشيخ السنيين الذي يعد عصره هو العصر الذهبي للمذهب المالكي، وذلك من خلال مدونته التي اشتملت على المذهب المالكي، وأصبحت هذه المدونة مرجع الأحكام القضائية والفقهية لأهل المغرب.

وقد تعصب العلماء والدارسون للمذهب المالكي، لدرجة أنهم رفضوا دراسة أي مذهب آخر خاصة بعد مدونة سحنون[15].

وهكذا سار المذهب المالكي خلال القرن الثالث الهجري والتاسع الميلادي المذهب السائد في ربوع المغرب، وفي شمال إفريقية وشرقها[16]. وبذلك أصبح يمثل اتجاهًا قويًا ضد المذاهب الأخرى[17].

[1] هو من أصل عربي، تربى في المدينة، وألف العديد من المؤلفات، واشتهر بأنه حجة في الحديث، فعرف بإمام أهل الحديث وتوفيّ 179هـ/795م.
انظر: ابن عبد البر: الانتقاء في فضائل الأئمة مكتبة القدس، د.ط، القاهرة 1350هـ ص 10 - الشيرازي: طبقات الفقهاء تحقيق: د. إحسان عباس، دار الرائد العربي، د.ط، بيروت 1970م - السيوطي: طبقات الحفاظ تحقيق: د. علي محمد عمر، مطبعة الاستقلال الكبير، القاهرة 1973م س = 89 - وليم الخازن: الحضارة العباسية دار المشرق، بيروت 1992م ص151.
وتميز مذهب الإمام مالك [تحقيق: محمد الأحمدي، مكتبة دار التراث، القاهرة 1977م] ج1 ص 77 - د. إبراهيم العدوي: المجتمع المغربي مكتبة الأنجلو المصرية، د.ط، القاهرة د.ت ص 35.
وكان يقدم القرآن على السنة، ويأخذ من الحديث ما صح مسنده عنده وإن كان بخبر الآحاد، وكان يعتمد على عمل الصحابة وأقوالهم، وفي حالة عدم وجود النص يرجع إلى القياس، الذي يتفق مع المصلحة العامة، فإذا لم يجد توقف عن الإفتاء والحكم.
انظر: ابن فرحون: المصدر السابق، ص 77 - أحمد أمين: ضحى الإسلام ط5، مطبعة الاعتماد، د.م 1933 ج2 ص 206 - د. عبد المنعم الحنفي: موسوعة الفرق دار الرشد، القاهرة 1993م ص 337.
[2] ابن النديم: الفهرست مطبعة الاستقامة، القاهرة، د.ت ص 45 - اليافعي: مرآة الجنان وعبرة اليقظان تحقيق: عبد الله الجيودي، مؤسسة الرسالة، بيروت 1984م ج1، ص 377 - محمد مخلوف: شجرة النور الذكية دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان 1394هـ ص 27 - أحمد أمين: فجر الإسلام مكتبة النهضة المصرية، مصر 1987م ص 249.
[3] علي بن زياد التونسي: أصله من العجم، ولد في طرابلس، ثم انتقل إلى تونس، فعاش وسكن بها، وكان "ثقة موثوقًا، متعبدًا بارعًا في الفقه"، وهو من خير أهل إفريقية، ممن يخشى الله عز وجل، توفي سنة 183هـ/807م.
انظر: عياض: تراجم أغلبية تحقيق: محمد الطالبي، د.ط، المطبعة الرسمية للجمهورية التونسية، تونس 1968م ص 21-23.
[4] أحمد أمين: المرجع السابق، ص 214.
[5] ولقد تمثلت هذه العوامل في بعض أحاديث الرسول e عن عالم أهل المدينة. قال رسول الله e : يَخْرُج نَاسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ فِيِ طَلَبِ العِلمِ، فلاَ يَجِدُونَ عَالِمًا أَعْلَمَ مِنْ عَالِمِ المَدَيِنةِ، وقوله e لاَ تَنْقَطِعُ الدُّنْيَا حَتَى يَكُونَ عَالِمٌ بِالْمَدِينَة تُضْرَبُ إِلَيهِ أَكْبَادُ الإِبِلِ لَيْسَ عَلَى ظَهْرِ اْلأَرْضِ أَعلْمِ مِنْهُ وقال سفيان الثوري: المراد بهذا الحديث مالك بن أنس.
[6] وهم: أبو عبد الرحمن بن يزيد المعافري الإفريقي، وأبو مسعود سعيد بن مسعود التجيبي، وإسماعيل بن عبيد الأنصاري، وأبو الجهم عبد الرحمن بن رافع التنوخي، وأبو سعيد جعشل بن هاعان بن عمير الرعيني، وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر المخزومي، وحيان بن أبي جبلة القرشي، وعبد الله بن المغيرة بن أبي يرده الكناني، ووهب بن حبي المعافري، وأطلق بن جابان الفارسي.
انظر: ابن وردان: تاريخ مملكة الأغالبة تحقيق" د. محمد زينهم، وآخرون، مكتبة مدبولي، ط1، القاهرة 1988م ص 26.
[7] أبو العرب: طبقات علماء إفريقية وتونس تحقيق: علي الشابي، وآخرون، الدار التونسية للنشر، ط2، تونس 1985م ص 13 - المالكي: رياض النفوس في طبقات علماء إفريقية تحقيق: محمد العروسي، دار الغرب الإسلامي، د. ط، بيروت - لبنان 1983م ج1 ص 100 - د. محمود إسماعيل: مغربيات دراسات جديدة مطبعة فضالي، د.ط، المغرب 1977م ص 57 - د. نريمان عبد الكريم: تاريخ المصريين، ص306-307.
[8] أبو العرب: طبقات إفريقية، ص 13- د. حسن علي حسن: تاريخ المغرب العربي مكتبة الشباب، ط1، القاهرة د.ت ص 307 - السيد محمد: الأثر السياسي والحضاري للمالكية رسالة دكتوراه، جامعة القاهرة 1981م ص 39.
[9] أبو العرب: المصدر السابق، ص 13 - عبد الله حسين: الدولة الإسلامية، مج1 ص60 - عبد الفتاح الغنيمي: موسوعة المغرب العربي مكتبة مدبولي، د.ط، القاهرة 1994م مج1 ج2 ص 220-221 - د. محمد بركات البيلي: الخلافات المذهبية كلية الآداب، جامعة القاهرة، يوليو 1996م ج6 ص 192 - محمد فهمي: المراكز السنية في المغرب رسالة ماجستير، جامعة طنطا 1992 ص 23-24.
[10] ابن خلدون: المقدمة، ج3 ص 954.
[11] أبو العرب: المصدر السابق، ص 14 - أندري جوليان: تاريخ إفريقيا الشمالية ترجمة: البشري سلامة وآخرون، د.ط، الدار التونسية للنشر، تونس 1989، ص64 د. السيد عبد العزيز سالم، وآخرون: تاريخ البحرية الإسلامية دار النهضة العربية، د.ط، بيروت 1969م ص100 - د. صالح فياض: الوجيز في تاريخ المغرب مكتبة الكناني، ط1، الأردن 1988م، ص 291.
[12] ابن خلدون: المقدمة، ج3 ص 954 - د. حسن أحمد محمود: الإسلام والثقافة العربية في إفريقية دار النهضة العربية، د.ط، القاهرة 1963م ج1 ص 168 - د. إبراهيم أحمد العدوي: تاريخ العالم الإسلامي مكتبة الأنجلو المصرية، د.ط، مصر 1984م ج2 ص182 - د. حسن علي حسن: الحياة الدينية في المغرب دار النمر للطباعة، د.ط، القاهرة 1985م ص 104 - محمد الطالبي: العلاقات بين بن إفريقية والأندلس الكراسات التونسية، تونس 1969م العدد من 21 : 24 ص 39.
[13] Nasr J.: A history of the Maghrib, London 1971, p. 56.
[14] القاضي عياض: تراجم، ص 22 - د. حسن علي حسن: عصر الولاة، ص 308 - عبد المرضي محمد: العلاقات بين المغرب والأندلس رسالة ماجستير، جامعة القاهرة 1989 ص 313.
[15] الأصطخري: المسالك والممالك تحقيق: د. محمد جابر عبد العال، وآخرون، الهيئة العامة المصرية للكتاب، د.ط، القاهرة 2004م ص 37.
[16] Netton I: A popular Dictionary of Islam, London 1992, p. 159 - Michal A: Dictionary de L'Islam, 1997, p. 524.
[17] Barir. A.: Al Qadi Iyad, Madrid 1973, p. 300.



رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Culture/0/44972/#ixzz28t4zMbZA
جمال خالد يوسف
جمال خالد يوسف
عضو ذهبي

عدد المساهمات : 257
تاريخ التسجيل : 17/06/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى