الحج.. وفصاحة الأعراب
صفحة 1 من اصل 1
الحج.. وفصاحة الأعراب
اجتمع البيان والفصاحة والبلاغة لدى الأعراب قديماً..
فكانت الصحراء بحرَهم الزخّار الذي يستخرجون منه دُرر الفصحى!
وبحثَ الرواة عنهم بحثاً، ودوّن المهتمّون كلام العابرين منهم.. فروَوا لنا ما تفخر به مكتبتنا الأدبية التراثية مما يدهشنا ويفيدنا كلما قرأناه..
أقوال موجَزة، وطُرف عابرة، وأخبارٌ نادرة، ودقائق في اللغة والأدب، وإيمانٌ بالله واعتزاز بدينهِ عجيب!
مِن الكِتاب القيّم (جمهرة خطب العرب) لجامِعه (أحمد زكي صفوت)، نعيش موسم الحج مع بعض هؤلاء الأعراب البلغاء:
• في عرفات:
سمع أعرابي بعرفات عشية عرفة وهو يقول:
اللهم إن هذه عشية من عشايا محبتك وأحد أيام زلفتك، يأمل فيها من لجأ إليك من خلقك أن لا يشرك بك شيئاً، بكل لسان فيها يدعى، ولكلِّ خير فيها يُرجى، أتتك العُصاة من البلد السحيق، ودعتك العناة من شعب المضيق؛ رجاءَ مالا خلف له من وعدك ولا انقطاع له من جزيل عطائك، أبدتْ لك وجوهَها المصونة صابرةً على وهج السمائم وبرد الليالي، ترجو بذلك رضوانك يا غفار، يا مستزاداً من نعمه ومستعاذاً من نقمه ارحم صوتَ حزينٍ دعاك بزفير وشهيق.
ثم بسط كِلتا يديه إلى السماء وقال: اللهم إن كنتُ بسطت يدي إليك داعياً فطالما كفيتني ساهياً بنعمتك التي تظاهرت علي عند الغفلة، فلا أبأس بها عند التوبة، لا تقطع رجائي منك لما قدمت من اقتراف آثامك...
• وقال سفيان بن عيينة سمعت أعرابيا يقول عشية عرفة:
اللهم لا تحرمني خيرَ ما عندكَ لشرِّ ما عندي، وإن لم تتقبل تعبي ونصبي فلا تحرمني أجر المُصاب على مصيبته.
• عند الكعبة:
قال ورأيت أعرابيًّا متعلقاً بأستار الكعبة، رافعًا يديه إلى السماء وهو يقول:
ربِّ، أتراك معذبُنا وتوحيدُك في قلوبنا؟ وما إخالك تفعل.. ولئن فعلت لتجمعنّا مع قوم طالما أبغضناهم لك.
• دعاء أعرابي وقال رأيت أعرابيا أخذ بحلقتي باب الكعبة وهو يقول:
سائلك عند بابك.. ذهبت أيامُه، وبقيتْ آثامه، وانقطعت شهوته، وبقيت تباعته، فارْضَ عنه.. وإن لم ترض عنه فاعف عنه غيرَ راضٍ.
• قال ودعا أعرابي عند الكعبة فقال:
اللهم إنه لا شرفَ إلا بفعالٍ، ولا فعالَ إلاّ بمال؛ فأعطِني ما أستعين به على شرف الدنيا والآخرة.
• دعاء أعرابي وقال الأصمعي:
رأيت أعرابيا يطوف بالكعبة وهو يقول: إلهي، عجّت إليك الأصوات بضروب من اللغات يسألونك الحاجات، وحاجتي إليك إلهي أن تذكرني على طول البكاء إذا نسيني أهل الدنيا. اللهم هب لي حقكَ وأرضِ عنى خلقك، اللهم لا تُعْيِني في طلب ما لم تقدّره لي، وما قدّرته لي فيسِّرْهُ لي.
• في الطريق إلى مِنى:
وقال الأصمعي: خرجت أعرابيّة إلى مِنى فقُطع بها الطريق، فقالت:
يا رب، أعطيتَ وأخذت، وأنعمتَ وسلبت، وكلُّ ذلك منكَ عَدلٌ وفضل، والذي عظم على الخلائق أمرك لا بسطت لساني بمسألة أحد غيرك، ولا بذلت رغبتي إلا إليك، يا قرّةَ أعْيُن السائلين، أغنِني بجودٍ منك أتبحبح في فراديس نعمته وأتقلب في رواقِ نضرته، أحملني من الرجلة، وأغنني من العيلة، وأسدل عليّ سترَك الذي لا تخرقه الرماح ولا تزيله الرياح، إنك سميع الدعاء.
• خطبة الأعرابى السائل في المسجد الحرام!
عن أبي زيد قال بينا أنا في المسجد الحرام إذ وقف علينا أعرابي فقال:يا مسلمون إن الحمد لله، والصلاة على نبيه، إني امرؤٌ من أهل هذا الملطاط الشرقى المواصي، أسياف تهامة عكفت على سنون محش فاجتبت الذرى وهشمت العرى، وجمشت النجم وأعجت البهم، وهمت الشحم والتحبت اللحم وأحجنت العظم، وغادرت التراب موراً والماء غوراً، والناس أوزاعاً والنبط قعاعاً، والضهل جزاعاً والمقام جعجاعاً، يصبحنا الهاوي ويطرقنا العاوي، فخرجت لا أتلفع بوصيدة ولا أتفوت هبيدة، فالبخصات وقعة والركبات زلعة والأطراف قفعة، والجسم مسلهم والنظر مدرهم، أعشو فأغطش وأُضحي فأخفش، أسهل ظالعاً وأحزن راكعاً.. فهل من آمر بمير، أو داعٍ بخير؟ وقاكم الله سطوة القادر وملكة الكاهر، وسوء الموارد وفضوح المصادر، قال فأعطيته دينارا وكتبت كلامه واستفسرته ما لم أعرفه!
فكانت الصحراء بحرَهم الزخّار الذي يستخرجون منه دُرر الفصحى!
وبحثَ الرواة عنهم بحثاً، ودوّن المهتمّون كلام العابرين منهم.. فروَوا لنا ما تفخر به مكتبتنا الأدبية التراثية مما يدهشنا ويفيدنا كلما قرأناه..
أقوال موجَزة، وطُرف عابرة، وأخبارٌ نادرة، ودقائق في اللغة والأدب، وإيمانٌ بالله واعتزاز بدينهِ عجيب!
مِن الكِتاب القيّم (جمهرة خطب العرب) لجامِعه (أحمد زكي صفوت)، نعيش موسم الحج مع بعض هؤلاء الأعراب البلغاء:
• في عرفات:
سمع أعرابي بعرفات عشية عرفة وهو يقول:
اللهم إن هذه عشية من عشايا محبتك وأحد أيام زلفتك، يأمل فيها من لجأ إليك من خلقك أن لا يشرك بك شيئاً، بكل لسان فيها يدعى، ولكلِّ خير فيها يُرجى، أتتك العُصاة من البلد السحيق، ودعتك العناة من شعب المضيق؛ رجاءَ مالا خلف له من وعدك ولا انقطاع له من جزيل عطائك، أبدتْ لك وجوهَها المصونة صابرةً على وهج السمائم وبرد الليالي، ترجو بذلك رضوانك يا غفار، يا مستزاداً من نعمه ومستعاذاً من نقمه ارحم صوتَ حزينٍ دعاك بزفير وشهيق.
ثم بسط كِلتا يديه إلى السماء وقال: اللهم إن كنتُ بسطت يدي إليك داعياً فطالما كفيتني ساهياً بنعمتك التي تظاهرت علي عند الغفلة، فلا أبأس بها عند التوبة، لا تقطع رجائي منك لما قدمت من اقتراف آثامك...
• وقال سفيان بن عيينة سمعت أعرابيا يقول عشية عرفة:
اللهم لا تحرمني خيرَ ما عندكَ لشرِّ ما عندي، وإن لم تتقبل تعبي ونصبي فلا تحرمني أجر المُصاب على مصيبته.
• عند الكعبة:
قال ورأيت أعرابيًّا متعلقاً بأستار الكعبة، رافعًا يديه إلى السماء وهو يقول:
ربِّ، أتراك معذبُنا وتوحيدُك في قلوبنا؟ وما إخالك تفعل.. ولئن فعلت لتجمعنّا مع قوم طالما أبغضناهم لك.
• دعاء أعرابي وقال رأيت أعرابيا أخذ بحلقتي باب الكعبة وهو يقول:
سائلك عند بابك.. ذهبت أيامُه، وبقيتْ آثامه، وانقطعت شهوته، وبقيت تباعته، فارْضَ عنه.. وإن لم ترض عنه فاعف عنه غيرَ راضٍ.
• قال ودعا أعرابي عند الكعبة فقال:
اللهم إنه لا شرفَ إلا بفعالٍ، ولا فعالَ إلاّ بمال؛ فأعطِني ما أستعين به على شرف الدنيا والآخرة.
• دعاء أعرابي وقال الأصمعي:
رأيت أعرابيا يطوف بالكعبة وهو يقول: إلهي، عجّت إليك الأصوات بضروب من اللغات يسألونك الحاجات، وحاجتي إليك إلهي أن تذكرني على طول البكاء إذا نسيني أهل الدنيا. اللهم هب لي حقكَ وأرضِ عنى خلقك، اللهم لا تُعْيِني في طلب ما لم تقدّره لي، وما قدّرته لي فيسِّرْهُ لي.
• في الطريق إلى مِنى:
وقال الأصمعي: خرجت أعرابيّة إلى مِنى فقُطع بها الطريق، فقالت:
يا رب، أعطيتَ وأخذت، وأنعمتَ وسلبت، وكلُّ ذلك منكَ عَدلٌ وفضل، والذي عظم على الخلائق أمرك لا بسطت لساني بمسألة أحد غيرك، ولا بذلت رغبتي إلا إليك، يا قرّةَ أعْيُن السائلين، أغنِني بجودٍ منك أتبحبح في فراديس نعمته وأتقلب في رواقِ نضرته، أحملني من الرجلة، وأغنني من العيلة، وأسدل عليّ سترَك الذي لا تخرقه الرماح ولا تزيله الرياح، إنك سميع الدعاء.
• خطبة الأعرابى السائل في المسجد الحرام!
عن أبي زيد قال بينا أنا في المسجد الحرام إذ وقف علينا أعرابي فقال:يا مسلمون إن الحمد لله، والصلاة على نبيه، إني امرؤٌ من أهل هذا الملطاط الشرقى المواصي، أسياف تهامة عكفت على سنون محش فاجتبت الذرى وهشمت العرى، وجمشت النجم وأعجت البهم، وهمت الشحم والتحبت اللحم وأحجنت العظم، وغادرت التراب موراً والماء غوراً، والناس أوزاعاً والنبط قعاعاً، والضهل جزاعاً والمقام جعجاعاً، يصبحنا الهاوي ويطرقنا العاوي، فخرجت لا أتلفع بوصيدة ولا أتفوت هبيدة، فالبخصات وقعة والركبات زلعة والأطراف قفعة، والجسم مسلهم والنظر مدرهم، أعشو فأغطش وأُضحي فأخفش، أسهل ظالعاً وأحزن راكعاً.. فهل من آمر بمير، أو داعٍ بخير؟ وقاكم الله سطوة القادر وملكة الكاهر، وسوء الموارد وفضوح المصادر، قال فأعطيته دينارا وكتبت كلامه واستفسرته ما لم أعرفه!
جمال خالد يوسف- عضو ذهبي
- عدد المساهمات : 257
تاريخ التسجيل : 17/06/2012
مواضيع مماثلة
» فضل الحج وعشر ذي الحجة
» الحج رباط وثيق
» الحج آيات وذكريات
» حديث في بيان بعض فضائل الحج
» إعراب آيات من سورة الحج
» الحج رباط وثيق
» الحج آيات وذكريات
» حديث في بيان بعض فضائل الحج
» إعراب آيات من سورة الحج
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس يوليو 30, 2015 9:16 am من طرف ameralhosn
» حزيفة العطايا في ذمة الله
الجمعة سبتمبر 12, 2014 4:17 pm من طرف الصديق عبدالرحمن طه
» بيت شعر اعجبني
السبت أغسطس 09, 2014 6:29 am من طرف الصديق عبدالرحمن طه
» صباح النور عليكم يا زهور **************** كلمات سيد عيد العزيز *********
السبت يوليو 26, 2014 11:01 pm من طرف sanshairo
» في رونق الصبح البديع
السبت يوليو 26, 2014 10:54 pm من طرف sanshairo
» نور الحبيب احمد الي الرفيق الاعلي
الإثنين يونيو 23, 2014 3:13 pm من طرف الصديق عبدالرحمن طه
» قسم الله حسن في ذمه الله
السبت مايو 31, 2014 7:03 am من طرف عبدالمحمود الصديق
» قريتي رسمتي الامل في دواخلي والابتسامه علي شفتي
السبت مايو 24, 2014 6:41 am من طرف عبدالمحمود الصديق
» ما سر الغياب المتواصل
السبت مايو 24, 2014 5:49 am من طرف الصديق عبدالرحمن طه