منتدي تجمع قري قوزالرهيد والسديره ودالجمل والكفتة والعمارة وكريمت المغاربة
مرحباً بك عضواً فاعلاً وفكراً نيراً وقلماً وثاباً في منتدي تجمع قري قوزالرهيد والسديرة والكفته والعمارة وكريمت المغاربة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي تجمع قري قوزالرهيد والسديره ودالجمل والكفتة والعمارة وكريمت المغاربة
مرحباً بك عضواً فاعلاً وفكراً نيراً وقلماً وثاباً في منتدي تجمع قري قوزالرهيد والسديرة والكفته والعمارة وكريمت المغاربة
منتدي تجمع قري قوزالرهيد والسديره ودالجمل والكفتة والعمارة وكريمت المغاربة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأغذية والصحة

اذهب الى الأسفل

 الأغذية والصحة Empty الأغذية والصحة

مُساهمة  جمال خالد يوسف الأحد نوفمبر 11, 2012 8:19 am

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الإخوة المؤمنون... انطلاقاً من أن الدين هو الحياة القويمة، قبل أيام أحد أصدقائي قال لي: إن مقابلةً تمَّت في بعض المحطات الفضائية، تتعلَّق بالغذاء الذي يأكله الناس في شتّى بقاع الأرض، وكيف أن هناك خللاً خطيراً في هذا الغذاء، انطلاقاً من أهمية التوعية الصحية، أردت أن أجعل هذا الدرس في موضوعاتٍ هي في رأيي ليست بعيدةً عن الدين، ولكن في رأي مستمعٍ آخر قد يتوهم ألاّ علاقة لها بالدين، فأنا أؤمن أن الدين هو الحياة، وأن المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف.
أبدأ هذا الدرس بقوله تعالى:
﴿ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80)﴾
( سورة الشعراء )
فلم يقل: وإذا أمرضني، " وإذا مرضت " فالقرآن الكريم يشير إلى أن أصل المرض من صنع الإنسان..
﴿ مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ﴾
( سورة الملك: من آية " 3 " )
إتقانٌ ما بعده إتقان، ودقةٌ ما بعدها دقّة، وإحكامٌ ما بعده إحكام.
﴿ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ ﴾
( سورة الشعراء )
استنبط علماء التفسير، وهذا كلام رب العالمين، أن أصل المرض بسببٍ آو بآخر يعود إلى الإنسان، لأنه خالف منهج الله، في الأمور التي تتعلَّق بصحته.
أيها الإخوة... النقطة الدقيقة في هذا الدرس: أن الله عز وجل شاءت حكمته أن يجعل لكل شيءٍ سبباً، وأن هذا الكون مبنيٌ على نظام السببية، وأنّه مِن لوازم عبوديَّتك لله عز وجل أن تتأدَّب مع قوانينه التي تحكم جسمك، كلُّ هذا مستنبط من قوله تعالى:
﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80)﴾
( سورة الشعراء )
النقطة الثانية: يجب أن تعلم علم اليقين أن أكبر عدوٍ لك على الإطلاق ليس الذي يتربَّص بك، وليس الذي يُخَطِّط ليهجم عليك، إن أعدى أعدائك هو الجهل، لأن الجاهل يفعل في نفسه ما لا يستطيع عدوه أن يفعله به.
أخ طبيب، جزاه الله خيراً، استشارني في أن يتخصص بالأمراض النسائية، قال لي: مع علمي أن هناك مطبَّات في هذا الاختصاص، ولكن الذي يؤلمني أشد الألم أن تجد المرأة المسلمة في وقتٍ مبكِّر تتراجع صحتها، لجهلٍ فاضح في نظامها الغذائي، وفي حركتها، وفي أدائها أعمالها اليومية.
فمثلاً، مرضٌ خطير يصيب النساء بعد الأربعينات، بعد الخمسينات وهو مرض " ترقق العظام "، هذا المرض من أخطر الأمراض، لأدنى تعثر ينكسر عظم الفخذ، أو عنق الفخذ، أو عظم الحوض، عظم هش رقيق، هشاشةٌ ورِقَّة، والوقاية الناجعة لهذا المرض هي المَشيُ، وتناول المواد الكلسية، وفي مقدمتها الحليب، فالمرأة ينبغي أن تكون واعيةً إلى أن هيكلها العظمي قوام جسمها، وأن هذا الهيكل العظمي يحتاح إلى تدريب.
ذكر لي أخ جراحُ عظام في أمريكا، فقال: أجريت عملية تبديل مفصل للاعب كرة سلة، وأردف قائلا: في حياتي كلها ما شاهدت عظمًا كالفولاذ صلابة وقوةً إلا هذه المرة، فانتبهت أنا إلى أن الحركة تقوي العظم، وعدم الحركة تصيب العظم بالهشاشة أولاً، وبالترقق ثانياً.
وقد يقول قائل: ما علاقة هذا الدرس بالدين، الدين هو الحياة، والمؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله تعالى مِن المؤمن الضعيف، قال أحدهم: أذهب إلى بلاد الغرب فأرى النساء في السبعينات وفي الثمانينات بصحةٍ جيدةٍ، ونساؤنا في الخمسينات، في صحةٍ سيئةٍ، السبب الجهل، والجهل أعدى أعداء الإنسان.
أيها الإخوة... النقطة الأولى: في المجتمع الإسلامي أوهام كثيرة، مثل:
(( أنْ كُلْهَا وسَمِّ الله، ولا يضر مع اسمه شيء، هذا جهلٌ فاضحٌ بالدين، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْقِلُهَا وَأَتَوَكَّلُ أَوْ أُطْلِقُهَا وَأَتَوَكَّلُ قَالَ اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ))
( رواه الترمذي )
لا يتناقض التوكل مع الأخذ بالأسباب إطلاقاً، بل كنت أقول دائماً: ينبغي أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء، ثم تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء، والغرب أخذ بالأسباب، وجعلها كل شيء، ونسي الله عز وجل، فوقع في الشرك، والشرق لم يأخذ بها جهلاً أو تجاهلاً فعصى، وكأن طريق الإيمان طريقٌ على طرفيه واديان سحيقان، الوادي الأول وادُ الشرك، والوادي الثاني وادُ المعصية، فمن أخذ بالأسباب واعتمد عليها وقع في الشرك، ومن لم يأخذ بها وقع في وادي المعصية.
أيها الإخوة... مِن لوازم عبوديتك لله عز وجل أن تتأدَّب مع قوانينه التي تحكم جسمك، حدثني أخ قال: في بريطانيا بلدة فحصوا كل أفرادها، فلم يجدوا مع أيّ واحدٍ منهم ضغطاً مرتفعاً، السبب هذه البلدة تعزف عن أكل المِلح، وتناول الملح عادةٌ غذائيةٌ سيئة، لأن الجسم يستطيع أن يأخذ الملح مِن أي عنصرٍ غذائيٍ آخر، من التفاح يأخذه أحياناً، فهناك عادات غذائية سيئة تحكم حياتنا، نظام معيشي معيّن يحكم حياتنا، أنواع مِن الأغذية قد تحكم حياتنا.
أنا ما أحب أن أطيل في هذا الموضوع، ولكن الشيء الذي يلفت النظر أن حبة القمح تحوي كل الخير ؛ فالمعادن، والفيتامينات، وكل الخير في قشرتها، نحن ماذا نفعل ؟ نطعم قشرتَها الدوابَ، ونأخذ لُبَّها الذي لا جدوى منه إطلاقاً، هذا القمح الأبيض الصافي منظره جميل، وقد يكون طعمه طيّبًا، ولكنه غراءٌ جيدٌ للمعدة، وقد قال بعضهم: احذر السموم البيضاء الثلاث: الدقيق الأبيض، والسكر الأبيض، والملح الأبيض.
طبعاً ذكرت هذا انطلاقاً كما قلت في مطلع الدرس مع مقابلةٍ جرت مع عالمة تغذيةٍ، ذَكَرَت أشياء دقيقة تلفت النظر إليها، وركزت على موضوع القمح، وأول بدعةٍ ابتدعها المسلمون بعد وفاة رسول الله " نخل الدقيق "، كل الخير في قشرة القمح، نحن نلقي بالقشرة للدواب، ونأخذ اللب، ونظن أننا متحضّرون، فالحضارة أن تتوافق مع تصميم الله لغذاء جسمك، هذه واحدة.
طبعاً مِن حين لآخر أحب أن أُذَكِّر: أن النعم الكبرى ثلاث ؛ أول نعمةٍ على الإطلاق أن تكون مهتدياً إلى الله، حتى إن بعض العلماء قال: تمام النعمة الهدى، النعمة التي تليها مباشرةً نعمة الصحة، فما قيمة المال ؟ وما قيمة العز والسلطان ؟ ما قيمة الحاجات المتوافرة حولك إن لم تكن صحيحاً ؟ فلذلك صحة المؤمن ليست مِلْكَه، صحته مِلْك أسرته، وصحته ملك المسلمين، فعنايته بصحته نوعٌ مِن العبادة، أقول مرةً ثالثة: الإسلام هو الحياة.
أيها الإخوة... أنت في الدنيا مِن أجل أن تصل إلى الجنة، ثمن الجنة العمل الصالح، العمل يحتاج إلى قوة، يحتاج إلى صحة، يحتاج إلى نشاط، فالإنسان حين يفقد صحته، أصبح أعضاءً وأشلاءً، ويصبح عالةً على الناس، وعبئاً عليهم، فحينما تعتني بصحتك، وتتأدب مع القوانين التي تحكم جسمك هذا من الدين، وكل إنسان لا يعبأ بهذه القوانين هو يُصَغِّر منهج الله عز وجل، وعاقبته عندئذ وخيمة.
هناك شيء يلفت النظر، وقد حدثني بعض الإخوة الأكارم أن أمراض السرطانات، الأورام الخبيثة، نسبها مرتفعة إلى درجة مخيفة، إلى تسعة أمثال، في هذه السنوات العشر، نسب الإصابة بهذه الأورام ارتفعت إلى تسعة أمثال، وهذا يدل على خلل في حياتنا، إذًا عندنا أشياء غير طبيعية، هناك مَن يعزو هذا إلى الطعام المُعَلَّب، ونحن بفضل الله عز وجل لا تزال بيوتنا تأكل الطعام الطازج، بل إن أحد الأصدقاء، جزاه الله خيراً، قال لي: أجريت دراسة دقيقة في العالم الغربي عن غذاء الشعوب، كان غذاء شعوب حوض المتوسط مِن أفضل أغذية الشعوب في العالم، والأسباب أن هذا الغذاء يعتمد على البروتين النباتي، أي الحمص والفول، ويعتمد على السيلولوز، نحن نأكل البرتقالة بكاملها، والتفاحة بكاملها، وليس لدينا إمكانية نشرب كأسًا من العصير ثمنها سبعون ليرة، هذا فوق طاقة الأسرة المتوسطة، نحضر كيلوين من البرتقال لنأكلها، فحينما تأكل الفاكهة كما خلقها الله عز وجل، وحينما تأكل الخضر والفواكه كما خلقها الله عز وجل، معنى ذلك أن الأمعاء تمتلئ بالسيلولوز، وامتلاء الأمعاء بالسيلولوز يقلِّل إبقاء الطعام في الأمعاء إلى أقل وقتٍ ممكن، وهذا السيلولوز يمتص الكولسترول الزائد، فالمعنى أن تأكل الطعام كما خلقه الله عز وجل فهذا صحة.
طبعاً هناك ملاحظات كثيرة، ولكن غذاء شعوب حوض المتوسط يُعَدُّ من أفضل أغذية شعوب العالم، لأنه يعتمد على البروتين النباتي، ولأسباب اقتصادية، بسبب فقر هذه الشعوب أحياناً يعتمد على أكل السيلولوز مباشرةً، كالخضار والفواكه، والشيء الثالث: تعتمد هذه الشعوب على زيت الزيتون، وزيت الزيتون ربنا جل جلاله وصف هذه الشجرة بأنها مباركة:
﴿ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ﴾
( سورة النور: من آية " 35" )
وإلى عهدٍ قريب كان هناك مَن يتوهم أن زيت الزيتون مؤذٍ، لكن الحقيقة أنني قرأت مقالةً علميةً حول زيت الزيتون: وإذا به يخفض الضغط، ويخفض الكولسترول، ويقي الشرايين مِن التصلُّب، فهذا الزيت كما قال عليه الصلاة والسلام:
(( كلوا الزيت وادهنوا به فإنه يخرج من شجرةٍ مباركة ))
( الجامع لأحكام القرآن )
بالمناسبة أيها الإخوة، ما قاله النبي عليه الصلاة والسلام في شؤون الصحة لا علاقة له إطلاقاً بثقافته، ولا بثقافة عصره، إنه وحيٌ مِن الله عز وجل، إنه مِن خالق الإنسان، مِن الخبير، فكلما قرأت حديثاً فيه توجيهات صحية، يجب أن تعتقد اعتقاداً جازماً أن هذا ليس من ثقافة عصر النبي، ولا من ثقافته الشخصية..
﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)﴾
( سورة النجم )
فقد أرشدنا إلى أكل حبة البركة " الحبة السوداء "، وسمعت أن مؤتمراً عقد في مصر لدراسة هذه الحبة، فإن فيها الشفاء كما قال عليه الصلاة والسلام، وبعد دراسات طويلة وجدوا أن هذه الحبة تقوِّي جهاز المناعة، وأنا أريد أن أبين لكم أن ليس كل شيء توصل الطبُّ إليه هو الصحيح، أنا في آخر زيارة زرت فيها أمريكا، أحد إخواننا الأطباء يتخصص بالغدد الصماء، حدثني عن هذه الغدة الصعترية " التيموس "، هذه الغدة تنمو مع الولادة، وبعد سنتين تضمر، هناك أطباء كبار، وأساتذة في الجامعات قالوا: هذه الغدة لا وظيفة لها، فإذا هي أخطر غدة في الإنسان.
هذه الغدة كلِّية حربية، بكل معنى هذه الكلمة، لأن بداخل الإنسان جيش هو جهاز المناعة المكتسب، كريات الدم البيضاء، هذه الكريات البيضاء ؛ بعضها مهمتها استطلاعية، وبعض هذه الكريات مهمتها قتالية، وبعض هذه الكريات مهمتها تصنيع السلاح، مؤسسة معامل الدفاع، وبعض هذه الكريات مهمتها خدمات سلاح الهندسة، وتوجد فرقة الكوماندوس، هذه الفرقة كشفها عالمٌ في عام ألف وتسعمائة وسبعة وستين، وقال: الكرية البيضاء من فرقة الكوماندوس، تستطيع أن تكتشف الخلية السرطانية في وقت مبكر جداً وتلتهمها.
هذه الغدة الصعترية تستقبل كريات الدم البيضاء المقاتلة، فقط المقاتلة، كرية معها سلاح خطير ولكنها همجية، تدخل إلى هذه الغدة الصعترية كي تتدرَّب ؛ مَن هو الصديق حتى تسالمه، ومَن هو العدو حتى تقاتله، كبَّروا هذه الغدة مئات المرات بمجهر إليكتروني فإذا بها كالمدرج الروماني تماماً، والكريات البيضاء تصطف على هذا المدرَّج وكأنها طلابٌ في جامعة، وهذه الغدد في سنتين تتلقى معلومات عن الأصدقاء والأعداء، عن طريق مناعة الأم أولاً، وعن طريق الأمراض التي يُصاب بها الطفل الصغير ثانياً، وعن طريق عادةٍ أودعها الله في هذا الطفل ؛ أن كل شيءٍ يضعه في فمه ليتعرف عليه، وهناك عشرات بل مئات الألوف من البروتينات الصديقة النافعة، أيضاً هذه الكريات تتعرَّف عليها بعد سنتين، هل هناك جامعة لا يوجد فيها امتحان ؟ لابد مِن امتحان، قال: هناك مخرج امتحاني مِن هذه الكلِّية، مخرج امتحاني، على هذا المخرج فاحصان ؛ أستاذان كبيران يفحصان هذه الكريات البيضاء، الفاحص الأول يعطيها عنصرًا صديقاً، فإذا قاتلته يقتلها، والفاحص الثاني يعطيها عنصراً عدواً، فإذا لم تقتله يقتلها، الرسوب هو القتل.
الآن تتخرج الكريات البيضاء المثقفة، كان اسمها كريات همجية أصبحت مثقفة، تتخرج هذه الكريات البيضاء كي تقاتل أعداء الجسم، جيش بكل معنى الكلمة، قالوا: هذه الكريات المتخرجة تسمى الخلايا التائهة، هذه أصبحت مثقفة، يوكَل إليها أمر تعليم الأجيال الصاعدة، فهذه الخلايا تعلم مثيلاتها، ولكن في سن الستين أو السبعين يضعف التعليم، فيصاب الإنسان بمرض اسمه الخرف المَناعي، أي تقوم حرب أهلية ضِمْن الجسم، هذا الجيش العَرَمْرَم المهيَّأ لقتال العدو يهاجم الصديق، ففي بعض أنواع التهاب المفاصل سببه أن الكريات البيضاء تهاجم المفاصل، وذكر لي أن بعض الأمراض أساسها الخرف المناعي، أي: تقوم حرب أهلية داخل الجسم، إلى سنوات عديدة ما كان أحدٌ يعرف قيمة هذه الغدة الصعترية التيموس، وهي في الحقيقة كلِّية حربية بكل ما في هذه الكلمة من معنى.
لذلك سيدنا سعد بن أبي وقاص قال: " ثلاثة أنا فيهن رجل وفيما سوى ذلك فأنا واحدٌ من الناس ـ من هذه الثلاثة ـ قال: ما سمعت حديثاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا علمت أنه حقٌ من الله تعالى ".
وقد كنت ذكرت لكم سابقاً أن النبي الكريم مِن توجيهاته في ذبح الذبيحة أن تقطع مِن أوداجها فقط، لا في عصره، ولا في كل المراكز العلميّة في عصره، لا في بلاد الهند، ولا في بلاد الصين، ولا في بلاد الرومان، مركز علمي يمكن أن يفسِّر توجيه النبي، اقطع رأس الخروف مِن أوداجه، وأبقِ الرأس متصلاً بالجسم، وإلى فترة بسيطة جداً اكتشف أن القلب فيه ثلاث مراكز كهربائية لتنبيهه ؛ المركز الأول هو الأصل، فإذا تعطل واحد فالثاني احتياط، وإذا تعطل الثاني فهناك مركز ثالث احتياط، وأحياناً يزرعون بطارية في القلب، لأن هذه المراكز قد تعطلت، وعندنا شيء اسمه نظم القلب، نظم القلب تتولاه هذه المراكز الكهربائية، ولأن القلب خطير جداً فليس مِن المعقول أن يعتمد على الشبكة العامة، فهل يقبل من المستشفى إجراء جراحة القلب ويكون لديهم مولد كهربائي ؟ مفتوح قلبه، وقطعت الكهرباء، عظم الله أجركم، مستحيل، فالقلب يحتاج إلى مركز توليد كهربائي ذاتي، قال: هذا المركز يمد القلب بضربات نظامية تبلغ ثمانين ضربة فقط، أما الإنسان عندما يواجه عدوًا، أو يصعد درجًا فهو يحتاج إلى مئة وثمانين ضربة، هذه تأتيه عن طريق الرأس، فلو قطع رأس الدابة عند ذبحها، بقي القلب ينبض ثمانينة نبضة فقط، هذا النبض لا يكفي لإخراج الدم مِن الدابة، فيبقى لون الذبيحة أزرق مكتنزاً، أما حينما يبقى الرأس متصلاً بالجسم، ويأتي الأمر الاستثنائي برفع ضربات القلب إلى مئة وثمانين ضربة، عندئذٍ يخرج الدم كله مِن جسم الدابة، فإذا هي دابةٌ مُذَكَّاةٌ حقًّا في نظر الشرع، هذا توجيه النبي عليه الصلاة والسلام، فليس هناك في تاريخ الأرض مَن يكشف حكمته..
﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)﴾
( سورة النجم )
إذًا لا بد من التسليم.
" ثلاثةٌ أنا فيهن رجل، وفيما سوى ذلك فأنا واحد مِن الناس ـ من هذه الثلاثة ـ ما سمعت حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا علمت أنه حق من الله تعالى ".
أيها الإخوة... الإنسان حينما تصيبه شدة نفسية، هذه الشدة النفسية تضعف جهاز المناعة، لذلك هناك أورام خبيثة سببها أحياناً الخوف، ما الذي يقيك مِن الشدة النفسية ؟ التوحيد..
﴿ فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213)﴾
( سورة الشعراء )
أنا ما قابلتُ أخًا كريمًا طبيبًا إلا وذكر بشكل أو بآخر أن الشدة النفسية لها علاقة بأمراض المعدة، بأمراض القلب، ببعض الأمراض العصبية، بعضُ الآلام في الأعضاء سببها الشدة النفسية، والتوحيد هو العلاج الوحيد للشدة النفسية، أمرك بيد الله، والله قوي، وغني، وسميع، ومجيب، وقريب، ورحيم، هذه المعاني وحدها تريح الإنسان يقول: أمري بيد الله فقط، والله معي، لا يحتاج لا إلى وصل، ولا إلى يمين، ولا إلى شهادة، مطَّلع على نيتي، والأمر كله بيده..
﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ﴾
( سورة هود: من آية " 123" )
فالتوحيد مريح، إخواننا الكرام التوحيد وحده صحة، حدثني أخ قال لي: الإنسان المستقيم الذي له اتصال بالله، تجد جهاز مناعته قويًا، يتغلب على أمراض بأعلى مستوى، يأتي إنسان آخر صحته في الأصل أفضل، لكن جهاز مناعته ضعيف مِن الشدة النفسية، أي من الشِرْك، فالله عز وجل قال:
﴿ سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا﴾
( سورة آل عمران: من آية " 151 " )
فأنت حينما تشرك يمتلئ القلب خوفاً ولو كنت قوياً، هذا قانون إلهي، إذاً التوحيد صحة، بالمعنى المادي الدقيق، التوحيد يخفف عنك الشدة النفسية، والشدة النفسية إذا خفَّت قوي جهاز المناعة، عندئذٍ يتغلَّب على كل عوامل المرض، والدليل أن الذين يصابون بالإيدز أكثرهم يصاب بالسرطان، السبب ضعف جهاز المناعة، وجهاز المناعة مسؤول عن الأورام الخبيثة والأمراض الجرثومية، مسؤول عن هاتين الزمرتين الكبيرتين مِن الأمراض، طبعاً أنا أستسمحكم عذراً فالدرس كله صحي، لأن المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف، والصحة تأتي في الدرجة الثانية بعد الهدى.
بعض الناس يقولون لك: الصحة تمثل رقم واحد، المال بجانبه صفر، صار الرقم عشرة، الزوجة صفر ثانٍ، ليست الزوجة صفرًا من حيث القيمة الاجتماعية، لا، فالزوجة مهمة، حتى لا أحد ينتقدنا، لكنها صفر ثانٍ من حيث القيمة الرقمية، صار المجموع مئة، الأولاد صفر ثالث، المكانة الاجتماعية صفر رابع، فلو سحبنا الرقم واحد (1)، هذا الواحد فماذا نرى ؟ أصبح الكل أصفارًا، أنا قناعتي أنّ الإيمان يساوي واحدًا، والصحة صفر أمامه، والزوجة والأولاد والمال والكفاية والمكانة كلهم أصفار، فإذا سُحب الإيمان فلا شيء يبقى له قيمة، فالكل أصفار، لذلك قال الله تعالى:
﴿ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ﴾
( سورة المائدة: من آية " 6 " )
قال علماء التفسير: تمام النعمة الهدى.
الآن، أنا حسب معلوماتي المتواضعة في الأمور العلمية أعرف أنه كلما تقدم العلم اقترب مِن الدين، حدثني طبيب أسنان فقال لي: كانت عمليات زرع الأسنان، الزرعة أسطوانية، لكنهم وجدوا جذر السن موشوري، فجعلوها موشورية، كان الطبيب مكلّفًا أن يجعل الزرعة متعامدة مع سطح الفك، وجدوا أن الجذر مائل، والمائل أقوى، فصار عليك أن تزرع زرعًا مائلاً، فكلما تقدم العلم اقترب مِن التصميم الإلهي، لأن الله عز وجل خبرته قديمة.
ذات مرة زرت معمل سيارات بأمريكا، فالذي أطلعني على أطراف المعمل أردت أن أداعبه، قلت له: هل تعرف سيارة موديل ألف وتسعمائة وعشرة ؟ قال لي: طبعاً، قلت له: صِفها لي ؟ كان يشعل الفانوس بالكبريت، وكان يشغلها بالمناويل، وآلة التنبيه مثل آلة بائعي زيت الكاز، والعجلات بدون هواء، صب، وحركة واحدة، فلو وازنت بين سيارة موديل 1910 وسيارة ستمائة مرسيدس إنتاج عام تسعة وتسعين، وجدت فرقا كبيراً بينهما، فبمَ تفسر ذلك ؟ إنّ الإنسان خبرته حادثة تنمو، أما ربنا عز وجل عندما خلق الإنسان هل جعل إنسان موديل1910 وموديل 1999، هذه النقطة مهمة، خبرة الله قديمة، طرأ تعديل في موديل تسعين، هناك مثلاً " إس دي "، أما الإنسان هو نفس الإنسان، أنا حتى أرفض أن يقول الطبيب: هذه الزائدة الدودية، بل عليه أن يسميها ذائدة، أي مدافعة، في خط الدفاع، خطأ أن تقول: زائدة، قل ذائدة، زائدة اسم فاعل مِن زاد، بينما ذاد بمعنى دافع.
فلذلك أيها الإخوة الشدة النفسية وراء معظم الأمراض، والمؤمن موحِّد، أمره بيد الله، والله عز وجل يراه، ويسمع صوته، وهو راضٍ عن الله، والله راضٍ عنه، فعند المؤمن من السعادة والله أيها الإخوة لو وزعت على أهل بلد لكفتهم، عنده طمأنينة والدليل:
﴿ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82)﴾
( سورة الأنعام )
قرأت مرة موضوعًا في مجلة محترمة، تلخِّص هذه المجلة كتابًا عنوانه "الشفاء الذاتي "، جاء فيها: إن الشفاء الذاتي في العصور السابقة ربط بأوهام، وبآراء الكهان، وببعض التفسيرات الدينية الساذجة، فالأطباء أعرضوا عن هذا الموضوع كلياً، ولكنه واقع، أحياناً مرض عُضال نتيجته الموت الزؤام المُحَقَّق، فإذا به يتراجع ذاتياً، أنا أعرف صديقًا أصيب بسرطان الرئة، أعرفه معرفة جيدة، والخزعات أكَّدت ذلك، والفحص السريري أكد ذلك، والأطباء كبار ومخلصون وأصحاب خبرات عالية كلهم أجمعوا على أن المرض مميت، وأخذت خزعة إلى بريطانيا، والعملية احتمال نجاحها بالمئة ثلاثون، وتكلفتها ثمن بيته، وهو صديق قريب مني، هذه قصة من ستة عشر عامًا تقريباً، ثم تراجع المرض ذاتياً، والآن هو حيٌ يرزق بأعلى درجة من الصحة.
فأنا ذكرت هذه القصة على موضوع الشفاء الذاتي، ففي ثنيات هذا الكتاب المترجم والملخص في مجلة تصدر شهرياً في الكويت، مجلة العربي، جاء فيها: أكثر الأجهزة بالجسم البشري لها مركز إدارة بالجسم، فجهاز الدوران مركزه القلب، جهاز الأعصاب مركزه الدماغ، جهاز الإفراز مركزه الكليتان، إلا جهاز المناعة مركزه خارج الجسم، كأنه بيد الله عز وجل، قال: وتتحكم فيه الحالة النفسية للمريض.
والآن هذه حقيقة هي أن بعض المؤمنين إذا مرضوا فلحكمة بالغة، آلامهم أقل بكثير مِن آلاف الشاردين، ذلك أن طريق الآلام يبدأ مِن المحيط عبر أعصاب الحس، إلى النُخاع الشوكي، فالبصلة السيسائية في المخيخ، فالمخ، إلى قشرة الدماغ، هذا اسمه طريق الآلام، وعلى هذا الطريق بوابات ـ دققوا الآن ـ إذا أغلقت منعت مرور الألم، قال: هذه البوابات تتحكم بها الحالة النفسية للمريض.
وحدثني طبيب، يمكن أنْ يكون معنا الآن، وجزاه الله خيرًا، قال: كنت في مستشفى، دخل مريض مصاب بورم خبيث في الأمعاء، وقال: عجيب أمره، وجه مشرق، كلما دخل إنسان يعوده يقول: اشهدْ أنني راضٍ عن الله، يا رب لك الحمد، مستبشر، قال لي: والآلام لا تحتمل ولكنه لا يصيح أبداً، وكلما زاره عائدٌ يقول له: اشهد أني راضٍ عن الله، وعندما يقرع الجرس، يتدافع الممرضون والممرضات لخدمته، الأطباء يزورنه كل ربع ساعة، تجد غرفته ملتقى، مع روحانية، وسرور، الأطباء مع الممرضين والممرضات تجذبهم هذه الغرفة، وينجذبون لها، ويعرضون خدماتهم عليه، يدخلون عليه من حين لآخر، وهو يقول لهم: الحمد لله، يا ربِ لك الحمد.
قال لي: لكن الله أراد أن يعلمنا درسًا لا ينسى، ثم توفي هذا المريض، وقد توفي على أطيب حال، وهو راضٍ عن الله، وقد ذكر عن رجل كان يطوف البيت الحرام وهو يقول:
ـ يا رب هل أنت راضٍ عني ؟ وكان راءه الإمام الشافعي، قال له:
ـ يا هذا، هل أنت راضٍ عن الله، حتى يرضى عنك ؟
ـ قال له: يا سبحان الله مَن أنت يرحمك الله ؟
ـ قال له: أنا محمد بن إدريس الشافعي.
ـ قال له: كيف أرضى عنه وأنا أتمنى رضاه ؟!
ـ قال له: إذا كان سرورك بالنقمة كسرورك بالنعمة فقد رضيت عن الله.
فهذا المريض راضٍ عن الله، واللهِ أعرف أخًا، رحمه الله، تقول زوجته: سنتين وهو مصاب بسرطان الأمعاء، اشتهت مرة أن تسمع شكواه، بل كان يقول: يا رب لك الحمد، وأنا أعتقد أن آلامه خفيفة.
قال الطبيب: مات هذا المريض، دخل مريض آخر مصاب بالمرض نفسه، وبالغرفة نفسها، ما ترك دينًا لم يسبه، وما ترك نبيًّا إلاّ وسبّه، روائح كريهة في غرفته، نعوذ بالله، يقرع الجرس ولا أحد يلبيه، كأن هذه الغرفة جهنم، الناس يتحاشونها، هذا الدرس البليغ أن المرض واحد، فالمؤمن عنده بوابات ألم، يغلقها الله له إذا أراد أن يكرمه.
فيا أيها الإخوة... أنا أريد أن أقول كلامًا: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف، ماذا يمنع ؟ يقول لي واحد: العمر ثابت، أقول له: صحيح ذلك، لك عند الله سبعة وستين سنة تقضيها واقفا على قدميك، أو طريح الفراش عليلاً، لكن إذا لم يعتن الواحد بصحته يقضيها فإنه يقضيها طريحاً، وإذا اعتنى بصحته يمضي هذه الأعوام في عمل صالح، أنت في الدنيا من أجل عمل صالح، فإذا كنت تمشي على قدميك، والأجهزة سليمة، فأنت في غنى كبير، كان عليه الصلاة والسلام إذا استيقظ من منامه يقول:
(( الحمد لله الذي رد إلي روحي ـ أي سمح لي أن أعيش يومًا جديدًا ـ وعافاني في بدني، وأذن لي بذكره ))
( الأذكار النووية )
فالصحة نعمة كبيرة، كان عليه الصلاة والسلام إذا دخل إلى الخلاء يقول:" الحمد لله الذي أذاقني لذته ـ لذَّة ماذا ؟ الطعام، هناك شخص يعطونه سيروم، وآخر يطعمونه أكلة طيبة، كلاهما غذاء، ولكن هذه غير هذه ـ
(( وأبقى فَّي قوته، وأذهب عني أذاه ))
( الجامع الصغير)
فكل واحد منا أيها الإخوة إذا كانت أجهزته سليمة، وكانت كليتاه سليمتين فليحمد الله، قال لي شخص مصاب بفشل كلوي، ذهب لغسل كليتيه، فقالت له الممرضة بقسوة بالغة: لا تشرب ماء هذه المرة، فالآلة معطلة، وأنت تقول: احضروا لي كأًس من الماء، وتتبعها بالثانية، والثالثة، وأنت مرتاح، فالماء عذب فرات، فأنت حينما تشرب كأس ماء فهذه نعمة لا يعرفها إلا مَن عنده فشل كلوي، كلما شرب صار بحاجة لغسل كليتيه.
فالإنسان حينما يعرف قيمة الصحة، يعتني بها، صحتك مِلْك أهلك، ملك المسلمين، صحتك قوام عملك الصالح، أنت بالصحة لك عمل، ولك دعوة، ولك خدمة، ولك زيارة مريض، ولك إنفاق، أما عندما تكون معطلاً فقد انتهت مهمتك، وككلمة كنت أقولها دائماً: المؤمن يعرف ماذا يدخل إلى جوفه مِن الطعام وماذا يخرج، الغربيون لنا عليهم مآخذ كثيرة، هناك أغذيةٌ كثيرة لا يمكن أن تُباع في بلادهم، يبيعونها لنا، ومنذ يومين ذُكِر لي أن هناك نوعًا مِن الجبن مشهور ، فالعالم كله يقبل عليه إقبال النهم، في البلد المُصَنِّع ممنوع بيعه، معنى ذلك:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ﴾
( سورة النساء: من آية " 71 " )
أكثر أنواع الزيوت المهدرجة ممنوع بيعها في بلد المنشأ، زيوت رخيصة ، فالآن الصناعة الغذائية متقدمة، فمن الممكن من الفضلات، مِن فضلات العظام، من الغضاريف، من قوائم الحيوانات، من شيء لا يمكن أن يؤْكل، يضعونه في مراجل، وبعد الغلي، والمجانسة، وتحديد قوامه، والتنكيه والتعطير، تنتج مادة جيدة.
أحد إخواننا قال لي: كنت بهولندا، جاءت سيارة قمامة، كل إنسان يبيع لحم يأخذون ما عنده من فضلات الدابة، وهذه تعود إلينا طعامًا مُعَلَّبًا، غاليًا، راقيًا، تأكله الطبقة الراقية.
فيا إخواننا الكرام... موضوع الغذاء مهم، وهناك فكرة يجب أن تعرفوها هي: أن أكثر الأغذية لها نهاية مفعول، طبعاً إذا كان الإنسان بعيدًا عن الله يكون وحشًا، هناك معامل يمكن أن تعطي لصاقة جديدة مكان القديمة لصلاحية خمس سنوات قادمة، بعد أن تنتهي مفعولها، وتأتي تهريباً أحياناً، وأنت فرحٌ بحالك لأنك أخذت قالب قشقوان من درجة أولى، أو أخذت علبة نيدو، بينما تكون منتهية المفعول، وأنا كنت أتوهم أنا الدواء إذا انتهى مفعوله لا يؤذي، ولكن لا ينفع، لكن قد ظهر عكس ذلك، فهو يتفكك تركيبه يصير مادة سامة، وإذا انتهى مفعول شيء فليته لا ينفع، بل يؤذي.
أنا أتكلم لا من باب المديح، إذا كان شيء يدخل بلادنا بشكل نظامي تجد عليه مراقبة شديدة، وتُجرى له تحاليل في المخابر، شيء أكيد، وهو كلام موثوق، إذا كان الشيء داخلاً بشكل نظامي، أما بشكل غير نظامي فلا يوجد عليه رقابة، قد يكون منتهيًا مفعوله، أو فيه مادة مسرطنة، أو مادة سامة.
بعد ذلك، هذه الندوة هاجمت الأغذية المعلبة هجومًا شديدًا، يضعون بالأغذية المعلبة مواد بنزوات الصوديوم الحافظة، مسموح بالألف واحد، أحياناً يضعون واحدة بالألف، ضماناً لحفظها، وكلها مواد مسرطنة، فلابد أن تفهم لماذا الأورام الخبيثة متضاعفة تسعة أضعاف منذ عشر سنوات ؟ لأن عندنا أخطاء بالغذاء، فهل كأس من اللبن يساوي كأسَ مياه غازية ؟ والغازية كلها مواد كيماوية، عندنا شراب ليمون، وبرتقال، وعلب أناناس ليس فيها مادة طبيعية إطلاقاً، ليس فيها جنس المادة الطبيعية، فكلها مواد كيماوية، وجسمك أيها الأخ نباتي، ليس كيماويًا، فإذا أكثرتَ من المواد الكيماوية حدثت لك مشكلة كبيرة.
يجب أن نقف، نتأمَّل، ماذا نأكل ؟ وأولادك أمانة بعنقك، أعيد وأكرر: الجاهل يفعل بنفسه ما لا يستطيع عدوه أن يفعله به، ابدأ برغيف الخبز، وانظر إلى هذا الذي تشربه، يا ترى حليب طازج ؟ هذا الجبن الذي تأكله، يا ترى جبن صحيح أم به مواد لا تعلم ما ما هي ؟ بالمناسبة الصناعات الغذائية بالعالم متقدمة بشكل مذهل، وتعطي نكهات عالية، وقد سمعت أن الندوة ذكرت: أن جلد الدجاج مع أصداف الدجاج شيء لا يؤكل إطلاقاً، فهي مع رؤوس الدجاج، كله يطحن ويعالج، ويأتي إلينا كأكل يقبل عليه الشباب بشكل مذهل، فهم يبيعون لنا فضلاتهم، يبيعون لنا مواد عندهم ساقطة لا قيمة لها، بالمناسبة، نحن نشتري أحياناً تورب للنباتات، هذا التورب هو قمامة الغرب، طبعاً مخمرة، ومعالجة، ونشتريها بثمن أغلى من القمح.
كذلك ذكرت أن هذا الدجاج، هذا ليس دجاجًا، بل دجاج معالج بالأنابيب، ليس له قوائم، ولا رؤوس، ولا أطراف، فقط لحم، بالاسم دجاج وهو ليس دجاج، أو يعطونه مواد هورمونية من أجل تسريع النمو، وهذه المواد تتراكم بأجسامنا، ألا أقول لك: قشة قصمت ظهر البعير، من الممكن أن تكون مادة قليلة بالجسم، ولكن مع تناول الطعام بشكل مستمرتتراكم هذه المواد، حتى تبلغ درجة مهلكة.
وبعد ؛ أتمنى على الله عز وجل أن يكون هذا الدرس مسموعا لديكم، فكله إيضاحات وتوجيهات، فدقق أيها الأخر، قد يكون الطعام رخيصًا، وبسيطًا، ومن إنتاج بلدنا أفضل ألف مرة من طعام أجنبي غالٍ لذيذ الطعم، ذات مرة جاءنا نوع من السكاكر أقبل الناس عليه إقبالاً منقطع النظير، لي قريب زوجته فرنسية، ذهبت لفرنسا حللت هذه السكاكر، فظهر أن فيها مادة معينة على الإدمان، فالمعمل حتى يبيع باستمرار، وضع مواد بالسكاكر تعين على الإدمان، أحياناً الطفل يكاد يسرق من جيب أبيه لكي يشتري قطعة من الحلويات الأجنبية، فما السر ؟ السر أن فيها مادة تعين على الإدمان، وقد باعت إسرائيل تهريبًا للدول المجاورة " مسكة "، في جامعة بإسيوط جرت ثلاث عشرة حالة زنا بليلة واحدة، هذه المسكة تثير الجنس بشكل ليس معقولاً إطلاقاُ، وكذلك وصلت حلويات مهربة من إسرائيل تصيب الإنسان بالعُقم أيضاً، فقبل ما تفك الغلاف وتأكل، تعرَّف إلى هذا الشيء مَن أنتجه ؟ وهل خضع للمراقبة ؟ يا ترى صحي ؟ يا ترى أهو مشروع، مقبول، مفيد ؟ وأنا أنصح فأقول: " عودوا إلى الطبيعة ".
وقد حدثني أخ قال: تجد في بعض البلاد الغربية تفاحة صغيرة، زرقاء اللون، ثمن الكيلو عشرة دولارات، تجد التفاح الكبير والخد أحمر بسعر دولارين، ذاك التفاح لم يتلق أي معالجة كيماوية، لا أسمدة ولا مبيدات، والآن بعض دول على الحدود وضعت مخابر، فأي بضاعة غذائية تحلل، فإذا كانت معالجة بمواد كيماوية، كالمبيدات، أو معالجة بأغذية وبأسمدة كيماوية، تردها من حيث جاءت.
الآن الإنسان بدأ يرجع إلى أصل تصميم الخلق، نحن عندنا شيء اسمه ملوحة التربة، وعندنا أمراض وبيلة جداً للنباتات سببها التسميد الكيماوي، ولدينا اتجاه جديد والحمد لله إلى السماد الطبيعي، وإلى المكافحة الحيوية، بدلاً من أن نرش المرض الوبائي بالنبات بمبيدات كيماوية، نأتي بكائنات حية تلتهمه، الآن طبقوها في الساحل، المكافحة الحيوية للذبابة البيضاء.
وأخيرا لقد أردت أن يكون هذا الدرس توعيةً لكل أخ كريم، ماذا ينبغي أن يأكل ؟ فكثير من اللحوم المعلبة ممزوجة بشحم الخنزير، من دون أن نذكر أسماء، يجب أن أن تنتبه إذا كان الشيء مستوردًا، قد يكون المستورد كمعجون، هنا معبَّأ تعبئة مجزأة، فالعبرة أن تنتبه إلى ماذا ينبغي أن تأكل ؟
أنصح: عد إلى الطبيعة، إلى أصل التصميم الإلهي، بيت لا تمر فيه جياع أهله، ست وأربعين مادة غذائية بالتمر، ففيه مواد مهدئة، ومواد ملينة، ومواد مسكنة، ومواد تمنع تلوث التمر، شيء دقيق، العسل، قد يكون العسل سعره غير معقول، لكن فرضاً كأس لبن معقول، هذه الفواكه البسيطة، السكريات الأحادية، المواد التي تنتجها الأرض بتسميد طبيعي، هذا الذي أتمنى عليكم أن تنتبهوا إليه، فيجب أن تبذل مِن وقتك جهدًا كبيرًا لتعرف ماذا ينبغي أن تأكل، وأن تطعم أولادك؟
بعد ذلك من لوازم المحافظة على الصحة الحركة، فالحركة مهمة، تجد النساء قابعات في البيوت، أكل وراحة، وأجهزة كلها كهربائية والحمد لله، لا توجد حركة أبداً، أخ طبيب قال لي كلمة بليغة: أجدادنا كان في حياتهم شيئان ؛ كان لهم جهد عضلي عالٍ، وراحة نفسية، فالجهد العضلي والراحة النفسية وراء الصحة، قال لي: حياتنا فيها كسل عضلي عالي جداً، كله أوتوماتيك ؛ الغسالة، السيارة، المصعد، كله ذاتي الحركة، وشدة نفسية عالية ؛ قلق، خوف، حسد، تنافس، مشكلات، سيوف مُسَلَّطة أحياناً، شدة نفسية وكسل عضلي، وأجدادنا راحة نفسية وتعب عضلي.
فأنا ما أردت أن أستوعب، أو أن أستقصي كل الحالات الصحية، لكنني أردت أن يكون هذا الدرس منطلق فكر، لا بد أن تمشي، من أجل ألاّ ترقق العظام، وأن تشرب حليبًا باستمرار، واعلم دائماً أن الغذاء أرخص من الدواء، أرخص من الدواء بكثير، وأنفع، سمعت عن بعض الخضراوات ؛ الملوخية مثلا ترمم الجهاز الهضمي مِن الداخل، فيها مادة مخاطية ترمم الغشاء المخاطي للجهاز الهضمي، مرة طبيب قال خمس كلمات أنا لا أنساها: كلْ كلَّ شيء، في الأسواق شوندر، احضره واسلقه، في الأسواق لفت، اعمل مخلل لفتٍ، كذلك الفليفلة، خمس نقاط من الليمون تعقم لتر ماء، ضع بالسلطة ليمون، ولكن ظن بعض الناس أن نعم الإدام الخل جبر خاطر، هو جبر خاطر حقًّا، ولكن الخل مفيد، يذيب الكولسترول، نعم الإدام الخل، نوِّعْ ليمونًا وخلاً، وأكثرْ من الخضار والفواكه، وقلل من المواد الدسمة العالية، وتحركْ، كلْ كلَّ شيء وكلْ باعتدال، وابذل جهدًا، ولا تحمل نفسك الهموم، ثم قال لي: لكن هذه الهموم ليست بيدي، أكرر: كلْ كلَّ شيء ولكن باعتدال، وابذل جهدًا، ولا تحملها، هذه نصائح ذهبية غالية.
أرجو الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا بما علمنا وأن يكون هذا الدرس منطلقًا إلى الوعي الصحي.
والحمد لله رب العالمين
جمال خالد يوسف
جمال خالد يوسف
عضو ذهبي

عدد المساهمات : 257
تاريخ التسجيل : 17/06/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى