أمى .. وحشتينى يا أمى .
منتدي تجمع قري قوزالرهيد والسديره ودالجمل والكفتة والعمارة وكريمت المغاربة :: المنتدي الثقافي والادبي
صفحة 1 من اصل 1
أمى .. وحشتينى يا أمى .
كثيرة هى الكلمات والأشعار التى قيلت عن الأم .. وكثيرة جدا تلك الكتب التى صدرت والمقالات التى كتبت خاصة فى المناسبات الجميلة مثل عيد الأم .. وكذلك أذيع العديد من برامج الفضائيات بل وأنتجت الأفلام السينمائية التى تتناول فضل الأم .. وكل هذا جميل وأتفق معه ولا أخالف فيه حرفا واحدا .. ولا أظن إنسانا راجح العقل يمكن أن ينكر فضل أمه عليه من حملها له تسعة أشهر وهنا على وهن .. وإرضاعها إياه .. ورعايتها له وسهرها إلى جواره تحرسه من كل مكروه وتمرضه إذا ألم به عارض .. وما تزال تتعهده بالرعاية وتحوطه بالحنان وهو يشب عن الطوق حتى يكبر وحتى بعد أن يتزوج وينجب .. باختصار إن الأم تظل تحمل همه حتى آخر يوم فى عمرها .. أو أقرب الأجلين .
هذا عن الأم العادية .. نعم العادية .. أى أم تفعل هذا وأكثر .. فهل هناك أم غير عادية .. نعم .. كثيرة هى تلك القصص التى نسمعها عن تضحيات الأمهات ومن تتوجهن الإحتفاليات أمهات مثاليات فى عيد الأم ولكن الأكثر منها هى القصص التى لم نسمع عنها ولكننا نحسها ونلمسها فى كل وقت من أمهات لا يأكلن حتى يشبع أطفالهن وقد لا يأكلن من الأساس لو كان الطعام غير كاف بشرط ألا يلاحظ أطفالهن ذلك .. ولو أننا شرعنا فى ضرب الأمثلة على ذلك ما كفانا الوقت إلى يوم القيامة .
ولعلى أكتب ذلك الآن لأن أمى – التى توفاها الله من سنوات طويلة – قد أوحشتنى وكلما ضاقت بى الدنيا شعرت بحاجتى إليها أكثر .. شعرت بأن لا شئ يعوضنى عنها مهما كبرت ومهما أنجبت من أولاد ومهما صار لى من أحفاد .. أظل أنا – بالرغم من تقدمى فى السن - ذلك الولد الصغير الذى يحتاج دوما لحضن أمه ويشتاق لحنانها .. ويتمنى لو تعود الأيام ولو لساعة واحدة لأقبل الأرض تحت أقدامها .
وهنا قد يقول قائل .. كلنا ذلك الشخص .. فما الجديد .. وبدورى أقول لهم أن الجديد هو أننى تذكرت اليوم – وبلا مقدمات – قصة قرأتها وأنا طفل صغير فى الثامنة من عمرى .. لا أذكر اسم كاتبها ولكننى لازلت أذكرها حتى يومنا هذا .. وملخصها أنه فى إحدى المناسبات أقامت إحدى الأسر حفلا كبيرا فى منزلهم الكبير .. وضم الحفل عددا كبيرا من الناس وتطلب الأمر مجهودا خارقا فى الإعداد والإشراف على كل شئ .. ومن البديهى أن يكون الجزء الأكبر فى هذا من نصيب الزوجة التى كانت فى نفس الوقت أما لطفل فى الرابعة من العمر .
وبعد أن استقبلت الأم ضيوف الحفل مع زوجها واطمأنت على أن كل شئ على ما يرام شعرت بآلام صداع رهيبة كادت تفتك برأسها من المجهود الخرافى الذى بذلته وقلة النوم وصوت الموسيقى العالى الذى كان يملأ جنبات المنزل ..
حاولت الزوجة تجاهل آلام الصداع ولكنه كان فوق طاقة احتمالها .. وفى نفس الوقت كانت تذهب إلى غرفة طفلها لتطمئن عليه حيث كان نائما .. فكرت فى أن ترقد إلى جواره لبضع دقائق إلتماسا لبعض الراحة لجسدها المكدود .. غلبها النوم فنامت .. نامت بالرغم من أصوات الضيوف العالية وضحكاتهم .. ودوى الموسيقى الهادر .. نامت ولم تشعر بكل شئ رغم كل هذا .. وبعد دقائق صحت الأم من نومها على صوت صغيرها الذى كان يقول بصوت خفيض تاه فى ضوضاء الحفل :
- أمى .. أشرب .
قامت الأم على صوت الصغير لتسقيه .. فما الذى أيقظها ؟ إنه قلب الأم .
هذا هو ملخص القصة التى أعجبتنى عندما قرأتها صغيرا ولا زالت تطفو على سطح ذاكرتى من وقت لآخر .. فهل أعجبتكم ؟ أرجو ذلك .
هذا عن الأم العادية .. نعم العادية .. أى أم تفعل هذا وأكثر .. فهل هناك أم غير عادية .. نعم .. كثيرة هى تلك القصص التى نسمعها عن تضحيات الأمهات ومن تتوجهن الإحتفاليات أمهات مثاليات فى عيد الأم ولكن الأكثر منها هى القصص التى لم نسمع عنها ولكننا نحسها ونلمسها فى كل وقت من أمهات لا يأكلن حتى يشبع أطفالهن وقد لا يأكلن من الأساس لو كان الطعام غير كاف بشرط ألا يلاحظ أطفالهن ذلك .. ولو أننا شرعنا فى ضرب الأمثلة على ذلك ما كفانا الوقت إلى يوم القيامة .
ولعلى أكتب ذلك الآن لأن أمى – التى توفاها الله من سنوات طويلة – قد أوحشتنى وكلما ضاقت بى الدنيا شعرت بحاجتى إليها أكثر .. شعرت بأن لا شئ يعوضنى عنها مهما كبرت ومهما أنجبت من أولاد ومهما صار لى من أحفاد .. أظل أنا – بالرغم من تقدمى فى السن - ذلك الولد الصغير الذى يحتاج دوما لحضن أمه ويشتاق لحنانها .. ويتمنى لو تعود الأيام ولو لساعة واحدة لأقبل الأرض تحت أقدامها .
وهنا قد يقول قائل .. كلنا ذلك الشخص .. فما الجديد .. وبدورى أقول لهم أن الجديد هو أننى تذكرت اليوم – وبلا مقدمات – قصة قرأتها وأنا طفل صغير فى الثامنة من عمرى .. لا أذكر اسم كاتبها ولكننى لازلت أذكرها حتى يومنا هذا .. وملخصها أنه فى إحدى المناسبات أقامت إحدى الأسر حفلا كبيرا فى منزلهم الكبير .. وضم الحفل عددا كبيرا من الناس وتطلب الأمر مجهودا خارقا فى الإعداد والإشراف على كل شئ .. ومن البديهى أن يكون الجزء الأكبر فى هذا من نصيب الزوجة التى كانت فى نفس الوقت أما لطفل فى الرابعة من العمر .
وبعد أن استقبلت الأم ضيوف الحفل مع زوجها واطمأنت على أن كل شئ على ما يرام شعرت بآلام صداع رهيبة كادت تفتك برأسها من المجهود الخرافى الذى بذلته وقلة النوم وصوت الموسيقى العالى الذى كان يملأ جنبات المنزل ..
حاولت الزوجة تجاهل آلام الصداع ولكنه كان فوق طاقة احتمالها .. وفى نفس الوقت كانت تذهب إلى غرفة طفلها لتطمئن عليه حيث كان نائما .. فكرت فى أن ترقد إلى جواره لبضع دقائق إلتماسا لبعض الراحة لجسدها المكدود .. غلبها النوم فنامت .. نامت بالرغم من أصوات الضيوف العالية وضحكاتهم .. ودوى الموسيقى الهادر .. نامت ولم تشعر بكل شئ رغم كل هذا .. وبعد دقائق صحت الأم من نومها على صوت صغيرها الذى كان يقول بصوت خفيض تاه فى ضوضاء الحفل :
- أمى .. أشرب .
قامت الأم على صوت الصغير لتسقيه .. فما الذى أيقظها ؟ إنه قلب الأم .
هذا هو ملخص القصة التى أعجبتنى عندما قرأتها صغيرا ولا زالت تطفو على سطح ذاكرتى من وقت لآخر .. فهل أعجبتكم ؟ أرجو ذلك .
جمال خالد يوسف- عضو ذهبي
- عدد المساهمات : 257
تاريخ التسجيل : 17/06/2012
منتدي تجمع قري قوزالرهيد والسديره ودالجمل والكفتة والعمارة وكريمت المغاربة :: المنتدي الثقافي والادبي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس يوليو 30, 2015 9:16 am من طرف ameralhosn
» حزيفة العطايا في ذمة الله
الجمعة سبتمبر 12, 2014 4:17 pm من طرف الصديق عبدالرحمن طه
» بيت شعر اعجبني
السبت أغسطس 09, 2014 6:29 am من طرف الصديق عبدالرحمن طه
» صباح النور عليكم يا زهور **************** كلمات سيد عيد العزيز *********
السبت يوليو 26, 2014 11:01 pm من طرف sanshairo
» في رونق الصبح البديع
السبت يوليو 26, 2014 10:54 pm من طرف sanshairo
» نور الحبيب احمد الي الرفيق الاعلي
الإثنين يونيو 23, 2014 3:13 pm من طرف الصديق عبدالرحمن طه
» قسم الله حسن في ذمه الله
السبت مايو 31, 2014 7:03 am من طرف عبدالمحمود الصديق
» قريتي رسمتي الامل في دواخلي والابتسامه علي شفتي
السبت مايو 24, 2014 6:41 am من طرف عبدالمحمود الصديق
» ما سر الغياب المتواصل
السبت مايو 24, 2014 5:49 am من طرف الصديق عبدالرحمن طه