منتدي تجمع قري قوزالرهيد والسديره ودالجمل والكفتة والعمارة وكريمت المغاربة
مرحباً بك عضواً فاعلاً وفكراً نيراً وقلماً وثاباً في منتدي تجمع قري قوزالرهيد والسديرة والكفته والعمارة وكريمت المغاربة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي تجمع قري قوزالرهيد والسديره ودالجمل والكفتة والعمارة وكريمت المغاربة
مرحباً بك عضواً فاعلاً وفكراً نيراً وقلماً وثاباً في منتدي تجمع قري قوزالرهيد والسديرة والكفته والعمارة وكريمت المغاربة
منتدي تجمع قري قوزالرهيد والسديره ودالجمل والكفتة والعمارة وكريمت المغاربة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قلب التليسي النابض شعراً بين الخجل والبوح

اذهب الى الأسفل

قلب التليسي النابض شعراً بين الخجل والبوح Empty قلب التليسي النابض شعراً بين الخجل والبوح

مُساهمة  جمال خالد يوسف السبت نوفمبر 17, 2012 2:12 pm

غمر قلمي الفرح وزهت أحرفه وهي تعانق ما انتظم ونظم وينظم في غياب وحضور خليفة التليسي، ثمة عشق للأدب ينساب مع محفل شيخ المؤرخين الذي زهت به الألقاب مترجما وقاصاً وشاعراً وجامعاً للأدب وأستاذا له.
ما وقعت عليه عيناي من أشعار له جنسته بأنه شاعر في قلب عاشق وله وخجول يمتطي الكلمات كدرع للبوح علي مكامن قلبه وقلما يتركها تنساب بحرية في أغوار الشعور يكبحها في مكامن عدة ، ربما لخجله وربما لشيء يقتضيه لذاته كما أننا لا نشجع كونه شاعراً ، لوصم عقولنا بكون التليسي ناقداً مؤرخاً وقاصاً وتناسينا شاعريته.
وتعتبر شاعرية التليسي محط غموض واختلاف لدي كثيرين كون الشاعر اختبأ طويلا وراء جدار النقد ولم يهتم بنتاجه الشعري بشكل بارز، فمن ناحية العددية لقصائده فهي قليلة مقارنةً مع العدد الهائل لإنجازاته الأخرى ، ولكنها فنياً راقية النظم ورائعة التكوين والصور، فحافظ بنظمه للشعر على ركائز النظم وتكوينه مع ملاحظة أنه شغل نشاط النقد الشعري الكثير من وقته وحتى إبان خروجه بنظرية حول قصيدة البيت الواحد.
في حيز من التصريح قال التليسي ليكون الشعر شعراً لا بد أن تتكامل عناصره من عاطفة وخيال وموسيقي شعرية وأسلوب شعري سليم وأجملها في:
1 ـ الخيال والشعور
2 ـ التعبير الصادق عن مشاعر الشاعر
3 ـ إبداع الصور
4 ـ الاهتمام بالصياغة والتعبير بالألفاظ
5 ـ وضوح العنصر التأملي الذاتي عند الشاعر
6 ـ عمق التجربة الشعرية والمعاناة
7 ـ جودة الأسلوب وقوة المعنى.
في عجالة وبعد هذه التوطئة البسيطة كان علي لزاماً أن أقدم لكم قلب التليسي في قالب مغاير من الأحداث فهو قاوم وبحزم خروج قلبه للعيان حمله مشقة الغوص، في عتمة الكلمات التي تحاول أن تتحدث بمكنونات قلبه لكنها تغيبه في عمائمها ومتاهاتها اللفظية.
ولقد اشتهر بقصيدته الرائية المعروفة "وقف عليها الحب" فكانت هذه القصيدة مثار جدل على مدار أعوام كثيرة وعلى حساب جُل ما كتب ، كونها خاطبت القلوب والعقول وتغزلت بالحب في ليبيا وكأنها فتاة تحمل في جعبتها الجمال والفتنة والأنوثة فما أن يذكر التليسي حتى تقفز بالأذهان:
"وقف عليها الحب شدت قيدتنا *** أم أطلقت للكون فينا مشاعرا
وقف عليها الحب ساقط نخلها *** رطبا جنيا أم حشيفا ضامرا
وقف عليها الحب كرمى عينها *** تحلو منازلة الخطوب حواسرا".
في حين بأتت محاولاته نقل كل مشاعره من خلال العام ونبذه غالباً للخاص بالرغم من أن قصائده التي عن المرأة أظهرت الكثير من ذلك وخصوصاً في مخاطبته الوطن كذات يحب ويحسن ويستنطق ، كما أن شعره المرتكز على المرأة أظهرت ذاتيته بشكل كبير للعيان في مطلع قصيدته " ترَاجع" على لسان فتاة كانت تتحدث إليه كونه تقصى جانبا ً عنها ولم يحاول الغوص بحبها:
"قالت تراجعت في خوف وإجفال
من أول الشوط دون المطمح الغالي
إلى منتهى القصيد حين يقول على لسانها
فلم تراجعت والأشواق مطلعها
يوحي بأن كمال الحب إذلالي."
فهذا الحوار الذي ما بين الشاعر وذاته وبوحه لما اشتكت منه الفتاة، فغالبا ما تكون المرأة هي من ينشد الشاعر بها الشعر والحب لا أن تكون الند كما يحاول التليسي ذلك رغم الصراع بين ذاته وعشقه، يجعل من المرأة دوما مثار جدل وأخذ
وتمن لا يقحمها داخل روحه وقلمه إلا من خلال مساجلات خجولة تدل على لفظية الشاعر الراقية وخجل ذاته المفرطة بجزئية كونه رجل.
في جدلية تامة تكون المرأة عند التليسي مثار استقصاء للشموخ والحب والند لأنه اختار مخاطبتها بضمير المخاطب في جل قصائده يحاورها وتحاوره وففي قصيدة "الناقدة" يقول عنها:
"يزيدك عمرك عندي كلما رحلت
في عمق نفسك أثامي وأوزاري."
و في قصيدته "الجنية" يقول:
فإن خبت أوقدت بالهجر جذوتها
وإن تعالت فبالإقبال تطفيها
وعند غضبتها شعر يصالحه
وعند رجعتها شعر يناغيها
و مغنم الفن من أوجاع فرقتها
كمغنم الفن من نعمى تلاقيها."
المرأة في شعر التليسي أخذت الكثير كونها ملهمه، واثقة ومحاربة لما تحتويه من غموض وثقة ونفائس فهي التي تعطي الحب وتنير القلب الخجول لشاعرنا ولكنه يحجم وجودها في إطار مصدر الإبداع له ولا أكثر من ذلك.
كانت هذه وقفة في عجالة على صاحب "وقفاً عليها الحب"، فمن خلال منظور شاعريته أمتزج شعره بثلاثية الوطن والمرأة والطبيعة، كما خاطب الوطن الحبيبة والحبيبة الوطن كثيراً في محاولة منه، لإقصاء الخصوصية من شعره والذاتية، بشكل يصعب الفصل فيما بينها.
وأنهي عجالتي بقصيدة يخاطب فيها فتاة عن الكبر والمشيب ويتحدث عن جمال روعة المشيب ووقاره ورهبته في جزء منها يقول:
"سمعتني أشكو الحادثات وأحنق
وأذم ما فعل المشيب المحدق
فتبسمت لطفاً وساقت حكمة ً
إن المشيب رصانة وتألق
خلف المشيب عزائم ووقائع
يمضى الزمان وذكرها لا يمحق."
جمال خالد يوسف
جمال خالد يوسف
عضو ذهبي

عدد المساهمات : 257
تاريخ التسجيل : 17/06/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى