اي مكان انت فيه هو وطنك
صفحة 1 من اصل 1
اي مكان انت فيه هو وطنك
كل مكان انت فيه هو وطنك
عندما قرأت هذه العبارة اول مرة وهي لامير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام لم اشك ابدا في ان قائلها هو امير المؤمنين ليس لسبب عقائدي بحت وانما لان رجلا مثل علي بن ابي طالب بأمكانه ان يلخص في عبارة سهلة ممتنعة واضحة وصريحة احد اكثر المواقف التي يتعرض لها البشر في حياتهم الا وهي التنقل والارتحال والسفر او الهجرة والاغتراب ومفارقة اوطانهم اوبلدانهم لسبب او لاخر حيث عاش امير المؤمنين مثل هذه التجربة بعد ان ترك محل ولادته وطفولته وصباه في مكة المكرمة وهي اشرف واقدس مكان لكل المسلمين في العالم ليستقر في المدينة المنورة التي سرعان ماغاردها مضطرا الى العراق بعد ان نكث الناكثون مبايعتهم واشهر القاسطون سيوفهم ليستقر نهائيا في عاصمته الجديدة الكوفة وليكون فيها مقتله واستشهاده لتبدأ بعده سيرة جديدة في تاريخ الاسلام ليس لها علاقة ابدا بالمسيرة التي اختطها قبل ذلك النبي الكريم لقد كانت للهجرة دوافع واسباب لاتختلف كثيرا عن اية اسباب اخرى تضطر المرء الى مغادرة بلده الذي يظن دائما انه مقيم فيه حتى تحين ساعة وفاته وحين التفكر قليلا في هذه المقولة سنجد انها نوع من التلطيف والتخفيف عن عبء السفر والهجرة والاغتراب الذي كثيرا مايتعرض له المهاجر من عارض الحنين الى الوطن الـ Home Sick الذي غالبا مايصيب المسافرين حتى في السفرات القصيرة الى قرار العودة والتخلي عن كل شيء في لحظة حاسمة لايمكن فيها اقناع المغترب بالعدول عن قراره مرورا بعشرات من الحالات النفسية التي يصاب بها المهاجرون والمغتربون سواء في الايام الاولى لهجرتهم او تستمر معهم زمنا ليس بالقصير وكل هذه الاعراض مرهونة بحالة الشخص الذهنية والفكرية والنفسية وقابليته على التأقلم والتكيف مع الواقع والمجتمع الجديدين فهناك من يتخلى تماما عن اي ارتباط بواقعه القديم ويصل الامر احيانا الى التخلي حتى عن الذكريات التي لامناص منها احيانا وهناك من يستمر بالتواصل مع مجتمعه السابق حتى وان كان ذلك على مستوى استعادة الذكريات من حين الى اخر مما يخفف من اعباء الغربة وقسوتها المتمثلة في عدم القدرة على التطبع واستقبال او قبول مفردات الواقع الجديد وعلى اية حال يبقى الامر مرهونا ومرتباطا بالنية والقرار الذي يتخذه كل شخص عزم او قرر او ارتاى السفر والابتعاد عن وطنه حيث ان مثل هذا القرار سيساهم كثيرا في تعزيز قدراته على المواصلة والتكيف والارتباط بالمتغيرات الجديدة وان يحرص على ان لايكون المجتمع الذي جاء منه عبئا على ارتباطه الجديد وسببا في احباطه ونكوصه وفشله وان لايكون مفهوم كلمة الوطن مختزلا ومختصرا في مكان واحد يتعلق دائما بمسقط الراس وانما كل مكان انت فيه هو وطنك .
عندما قرأت هذه العبارة اول مرة وهي لامير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام لم اشك ابدا في ان قائلها هو امير المؤمنين ليس لسبب عقائدي بحت وانما لان رجلا مثل علي بن ابي طالب بأمكانه ان يلخص في عبارة سهلة ممتنعة واضحة وصريحة احد اكثر المواقف التي يتعرض لها البشر في حياتهم الا وهي التنقل والارتحال والسفر او الهجرة والاغتراب ومفارقة اوطانهم اوبلدانهم لسبب او لاخر حيث عاش امير المؤمنين مثل هذه التجربة بعد ان ترك محل ولادته وطفولته وصباه في مكة المكرمة وهي اشرف واقدس مكان لكل المسلمين في العالم ليستقر في المدينة المنورة التي سرعان ماغاردها مضطرا الى العراق بعد ان نكث الناكثون مبايعتهم واشهر القاسطون سيوفهم ليستقر نهائيا في عاصمته الجديدة الكوفة وليكون فيها مقتله واستشهاده لتبدأ بعده سيرة جديدة في تاريخ الاسلام ليس لها علاقة ابدا بالمسيرة التي اختطها قبل ذلك النبي الكريم لقد كانت للهجرة دوافع واسباب لاتختلف كثيرا عن اية اسباب اخرى تضطر المرء الى مغادرة بلده الذي يظن دائما انه مقيم فيه حتى تحين ساعة وفاته وحين التفكر قليلا في هذه المقولة سنجد انها نوع من التلطيف والتخفيف عن عبء السفر والهجرة والاغتراب الذي كثيرا مايتعرض له المهاجر من عارض الحنين الى الوطن الـ Home Sick الذي غالبا مايصيب المسافرين حتى في السفرات القصيرة الى قرار العودة والتخلي عن كل شيء في لحظة حاسمة لايمكن فيها اقناع المغترب بالعدول عن قراره مرورا بعشرات من الحالات النفسية التي يصاب بها المهاجرون والمغتربون سواء في الايام الاولى لهجرتهم او تستمر معهم زمنا ليس بالقصير وكل هذه الاعراض مرهونة بحالة الشخص الذهنية والفكرية والنفسية وقابليته على التأقلم والتكيف مع الواقع والمجتمع الجديدين فهناك من يتخلى تماما عن اي ارتباط بواقعه القديم ويصل الامر احيانا الى التخلي حتى عن الذكريات التي لامناص منها احيانا وهناك من يستمر بالتواصل مع مجتمعه السابق حتى وان كان ذلك على مستوى استعادة الذكريات من حين الى اخر مما يخفف من اعباء الغربة وقسوتها المتمثلة في عدم القدرة على التطبع واستقبال او قبول مفردات الواقع الجديد وعلى اية حال يبقى الامر مرهونا ومرتباطا بالنية والقرار الذي يتخذه كل شخص عزم او قرر او ارتاى السفر والابتعاد عن وطنه حيث ان مثل هذا القرار سيساهم كثيرا في تعزيز قدراته على المواصلة والتكيف والارتباط بالمتغيرات الجديدة وان يحرص على ان لايكون المجتمع الذي جاء منه عبئا على ارتباطه الجديد وسببا في احباطه ونكوصه وفشله وان لايكون مفهوم كلمة الوطن مختزلا ومختصرا في مكان واحد يتعلق دائما بمسقط الراس وانما كل مكان انت فيه هو وطنك .
متولي ابراهيم المدني- عضو جديد
- عدد المساهمات : 14
تاريخ التسجيل : 14/02/2011
العمر : 36
الموقع : المغرب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس يوليو 30, 2015 9:16 am من طرف ameralhosn
» حزيفة العطايا في ذمة الله
الجمعة سبتمبر 12, 2014 4:17 pm من طرف الصديق عبدالرحمن طه
» بيت شعر اعجبني
السبت أغسطس 09, 2014 6:29 am من طرف الصديق عبدالرحمن طه
» صباح النور عليكم يا زهور **************** كلمات سيد عيد العزيز *********
السبت يوليو 26, 2014 11:01 pm من طرف sanshairo
» في رونق الصبح البديع
السبت يوليو 26, 2014 10:54 pm من طرف sanshairo
» نور الحبيب احمد الي الرفيق الاعلي
الإثنين يونيو 23, 2014 3:13 pm من طرف الصديق عبدالرحمن طه
» قسم الله حسن في ذمه الله
السبت مايو 31, 2014 7:03 am من طرف عبدالمحمود الصديق
» قريتي رسمتي الامل في دواخلي والابتسامه علي شفتي
السبت مايو 24, 2014 6:41 am من طرف عبدالمحمود الصديق
» ما سر الغياب المتواصل
السبت مايو 24, 2014 5:49 am من طرف الصديق عبدالرحمن طه